أحداث اليوم -

شفاء القضاة - فتح الاعتداء على طبيبةِ جراحةٍ مقيمة في مستشفى الأمير حمزة، مساء الجمعة، الباب على مصراعيّة أمام الملف الطبيِّ في المملكة، وسط تساؤلاتٍ متكررة عن الوقت الذي تتوقف فيه هذه الظاهرة.

فقد اجتاحت حالةٌ من الغضب رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إثر الاعتداء على الطبيبة، ما لبثت أن تحولت إلى لومٍ للمرافق الصحيّة وقصصٍ لمعاناةِ المرضى.

في حين حاول البعض التبرير للمعتدي، وإيجاد مبررٍ لفعلته، بيدَ أن عددًا لا يُحصى من التعليقات ركزت على جنس الطبيبة الأُنثى، واستهجنت كيفيةَ الاعتداء على امرأة، ومن جانبٍ آخر، هاجم أشخاصٌ المشفى وكادره، ذاكرينَ حالاتٍ عانت فيه، "أحداث اليوم"، رصدت أبرز ردود فعل الناس وتعليقاتهم.

استهجنت ريم الزُبيدي الاعتداء بتساؤلها "يعني بس ملاحظه الدكتورة (روان سامي) لقيت خلال ساعات قليلة جداً، 15 الف واحد معجب بكلامها و 8 آلاف واحد يحكيلها سلامتك و لا تتنازلي عن حقك و 8 آلاف واحد يعمل شير للي كتبته، بس معقول ما لقيت ولا زلمه بالطوارئ يحاسب ويمنع اللي ضربها ، ما لقيت ولا زلمه يرجع حقها ..! يعني افهم من هيك النخوة و الشهامه صارت كلها حكي و بوستات ومواقع تواصل وخبر وترند ومحللين وقضاه وهمين؟".

ولفت أحمد حمدان إلى أنه "وكما أن الإعتداء بالضرب على الأطباء مرفوض ويصبح هذا الفعل قضية رأي عام، أيضا الإعتداء على حياة الإنسان بعدم توفير له رعاية صحية وأقلها سرير في مستشفى مرفوض ويجب أن يصبح قضية رأي عام، إعطي حق وخذ حق، حق الطبيب من المعتدي....وحق المريض الدولة".

ونوه شرف الدين أبو رمان إلى أن "الطبيبة روان دفعت فاتورة عدم الثقة بالاجراءات البيروقراطية في وزارة الصحة، والتي ادت الى عدم ثقة ذوي المريض بمعلومة عدم وجود اسرّة، من غير ما اعرفهم او اسمع منهم؛ اجزم أن قناعاتهم " لو معنا واسطة لدبرولنا سرير" ، بالاضافة الى المعادلة الأصعب، فهم يحملون مريضا بحاجة الى الدخول الى " العناية المركزة" اي بين الحياة والموت ... ولا يجدو له سريرا .. أي انه سيموت بين يديهم اسوة بآخرين ماتوا نتيجة اجراء بيروقراطي .. أو لعدم توفر الواسطة .." .

وتساءل نضال يونس عن "متى يتوقف مسلسل الاعتداء على الاطباء؟ لا يمكن وصف ما حدث فى مستشفى الامير حمزة مؤخرا من اعتداء على طبيبة مقيمة فى قسم الجراحة وكسر انفها الا بالاهانة الشديدة و النيل من "كرامة" كافة الاطباء ولا ما تقوم به النقابة فى هذا المجال الا "بالتقصير" الشديد، والا هل يمكن لاحد ان يتصور ان تتحول خدمات الرعاية الصحية الطارئة التى يقدمها الاطباء فى هذه المستشفيات الى مايشبه مباراة "ملاكمة" !!..."

وسخر هشام غنيم من الوضع الحاصل بقوله "الاعتداء على الطبيبة روان سامي في مستشفى الأمير حمزة، يدخل في باب حقوق الإنسان. وهو ملحق أو وثيقة حقوق غير مكتوبة أو هي مساهمة أضافها الشعب الأردني للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. هذه الوثيقة تضم فضلا عن الحق في الاعتداء على الطبيب، الحق في الاعتداء على الشرطي، وكسر الدور أو الطابور، أي الوقوف في منتصفه. هناك أيضا حق إخراج الرأس من السيارة والبصق على سيارة مجاورة سببت إزعاجاً لصاحبنا. أيضا هناك الحق في التدخين بمكان عام قرب شخص يبعد عنك سنتميترات، مع ما يترتب على ذلك أيضا من حق في النفث في وجهه، ويا ويلك لو حاولت تنزعج. كذلك لدينا حق سائق التاكسي في استغفالك وسلوك طريق بعيد وطويل لزيادة الأجرة، واذا انت زلمة اعترض يا ابن الكلب. وأخيراً وليس آخراً الحق في شتمك على صفحتك في السوشال ميديا، وإياك أن تبلكّه وإلا صُنّفت منافقا كذابا عدوا للحرية والديموقراطية التي تتشدق بها أمام الناس."

أما ليث الخشمان فقد قال "بخصوص قصة الدكتورة الي تم الاعتداء عليها خلال عملها في مستشفى الأمير حمزة حسب ما ادعت وكلنا متعاطفين و واقفين معها بس لازم نسمع من طرف الثاني لانه ممكن ما حدا ضربها وشكوتها كيدية ومافي ولا واحد منا كان شاهد اعيان عند ضربها ولا في فيديو باكد على ضربها و على حد علمي في كاميرات بالمستشفى ليش ما ادارة المستشفى نشرة حالة الاعتداء لابعاد الشكوك حول الموضوع ف لازم نسمع من طرف الثاني ومانكذبه على حساب العاطفة الي عنا وممكن تكون جد تم الاعتداء عليها بالضرب وكثير بنسمع حالات مثل هيك ولازم يتحاسب بس للاسف مافي قانون مزبوط يحاسبة ويردعه".

من جانبها استنكرت نقابة الأطباء الاعتداء على منتسبيها، فجاء على لسان نقيبها الدكتور على العبوس"ظاهرة الاعتداء على الاطباء ظاهرة مجتمعية حكومية اعلامية بامتياز ، والنقابة هي الاكثر ملامة والاكثر جهدا في هذا المضمار ! لقد تقدمت النقابة بقوة بمشروع ناجح لمنع هذة الآفة المدمرة لامننا الصحي بل والاجتماعي كاد ان ينجح ، وهاكم اسباب توقفه لتعلموا ما الذي نعانيه من ترهل في ظل حكومتنا الرقمية والريادية".

هذا وما زال مسلسل الاعتداء يستمرُ يومًا بعد الآخر، ففي الوقت الذي ملأت بهِ قصةُ الطبيبة روان مختلف المواقع، تبعتها قصةُ الاعتداء على طبيب أسنانٍ آخر مساء اليوم السبت، ويظلُ السؤالُ عالقًا، إلى متى؟

[18-05-2019 09:02 PM]