الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
شفاء القضاة - اشتكى عددٌ من طلبة جامعة البلقاء التطبيقيّة حدوث خطأ من قِبل مسجل القسم أثناء تحويلهم من تخصصٍ إلى آخر، تُجبرهم على إعادة فصولٍ دراسيّة بعد مناقشتهم لمشاريع التخرج، وتقديمهم امتحان الكفاءة؛ مما يرتب عليهم دفع المزيد من الرسوم الجامعيّة وتأخير تخرجهم.
تفجرت القضيَّةُ بعدى شكوى الطالب محمد أبو ديّة، في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والذي طالب فيها بنشر قصته ومحاسبة المسؤولين عنها.
ويروي ما جرى معه لـ"أحداث اليوم" بأنه درس هندسة ميكانيك آلات حرارية في البولتيكنيك عام 2013 وبعد ثلاث سنوات أي عام 2016 حوَّل تخصصه إلى هندسة مدنية.
ويتابع أبو دية بأن التحويل احتاج لورقة معادلةٍ للمواد، "وقعها المسجل ولجنة المعادلة في القسم بذلك الوقت ونائب العميد"، لتسير أموره على ما يرام بعدها، ويناقش مشروع تخرجه.
ويفاجئ مطلع نيسان من عام 2019، أي بعد 3 أعوام باتصال مسجل قسم الهندسة المدنيّة ليخبره بضرورة إعادته 16 ساعة، الأمر الذي بدا غير متوقعٍ له.
يقول أبو ديّة" أخبروني أن خطأً حصل حين تحويلي، وأكد لي أحدهم بأن لجنة المعادلة ونائب العميد اتبعوا توقيع المسجل الذي قام بالتحويل، دون الانتباه للخطأ، الأمر الذي زاد الأمرَ سوءً، بيد أنهم حاولوا التخفيف عني بإخباري بأني لستُ الوحيد وغيري الكثيرون عانوا من ذات المشكلة، وبعضهم اضطر لإعادة 40 ساعة أو 20، وأن عدد ساعاتي قليلٌ مُقارنةً بغيري".
الخطأ الحاصل دفعه لرفع كتابٍ للجامعة المركز و"جائني الرد بالرفض وطُلب مني إعادة المواد وعدت لرفع كتاب آخر لمجلس العمداء عن طريق عميد كليتنا وايضاً جاء الرد بالرفض".
لم يتوقف أبو دية عن المحاولة، وذهب لمقابلة نائب رئيس الجامعة الذي قابله بنفس الرد "عليك إعادة المواد"، ليصل لرئيس الجامعة الدكتور عبد الله الزعبي، الذي أخبره بعد انتظار ثلاث ساعات "عليك إعادتها".
وعاد بعدها لطلب ورقة المعادلة من المسجل الذي رفض إعطاءه إيَّاها، ليصف ما حدث معه بعد هذا الخطأ "خسرتُ عملي، تواصلت مع بعض النواب وأشخاص من التعليم العالي ومحاميين، وسأبذل كل السبل لآخذ حقي".
الطالب خالد - اسم مستعار- والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، كان أحد أعضاء اتحاد مجلس الطلبة عام 2016، وشهدَ على قضية أبو دية.
يؤكدُ لـ"أحداث اليوم" بأن الجامعة لم تنسَ قصة أبو ديّة، وتعتبرها خطأ مسجل، و"رغم أنه كطالبٍ لا ذنب له، فعليه إعادةُ المواد".
ويتابع أن رئيس القسم عليه تشكيلُ لجنةٍ لمعادلة المواد، أي أنَّ هناك 4 أشخاص يرون الورقة قبل الموافقة على التحويل.
ويلفت خالد إلى أنه يتم اكتشاف الخطأ حين حضور لجنة "تشييك" قوائم الخريجين للجامعة، " في كل فصلٍ كانت تتكرر هذه القصص، على الطلاب أن يعيدوا الفصول".
من جانبه يوضح رئيس جامعة البلقاء التطبيقيّة الدكتور عبد الله الزعبي بأن هذه المسألة "يحكمها نظام، وتسجيل، وتعليمات للتخرج".
ويشدد على أن الجامعة تلتزم بالقوانين والأنظمة والتشريعات، "لن يتخرج أي طالب لم يحقق شروط التخرج"، منوهًا بأن عليه دراسة حالة كل طالبٍ لوحده ليتمكن من تحديد مشكلتها.
ويتابع الزعبي بأن الخطأ لم يكن من المسجل، طالبًا الحديث مع الناطق الإعلامي باسم الجامعة، والذي يملك كافة التفاصيل، بيدَ أن "أحداث اليوم" حاولت التواصل مع الناطق أحمد المناصير بشكلٍ متكرر إلا أنه لم يجب.
ويؤكد أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عاهد الوهادنة، بعدم تلقيهم أي شكوى تتعلق بمعادلة المواد في الجامعة.
ويضيف بأن "الاجرءات يجب أن تؤخذ ضمن حدود الجامعة ونطاقها، إلا أن الجامعات مستقلة وعليها أن تتصرف، ويمكن للطالب أخذ حقوقه من خلال مجالس الجامعة، أو القضاء، في حال إحساسه بالظلم".
وتظهر أوراق أبو ديّة التي حصلت "أحداث اليوم" على نسخةٍ منها خضوعه لامتحان الكفاءة الجامعيّ، والذي يُعدُ شرطًا للتخرج من الجامعة، بالإضافة لتوقع تخرجه عبر موقعها الإلكترونيّ، الأمر الذي لا يحصل إلا حين إنهاء متطلبات النجاح، بيدَ أن الجامعة ترفض منحه شهادته إلا بعد إنهاء 16 ساعةً نتيجة خطأ معادلة الأوراق.
الأمر الذي يجعلنا أمام سؤالٍ واحد، هل يتحمل الطلبة وذويهم مسؤوليَّة الأخطاء الجامعيّة؟ وهل يفترض على الطالب دفع المزيد من الرسوم بعد إنهاء متطلبات النجاح؟ ومن يتحمل هذا الخطأ؟