أحداث اليوم -

شفاء القضاة - تباينت الآراء حول مقتل مغني الثورةِ السوريّة عبد الباسط الساروت، صباح السبت متأثرًا بجراحه التي أصيب بها، في اشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة والنظام السوري، بيدَ أن موته ذكر بتاريخ الثورة وما صاحبها، وأعاد الكثيرين لبداياتها.

المغني  الثائر، ابن محافظة حماة وال ٢٧ ربيعاً، وفقا للفصيل المسلح الذي ينتمي إليه،انضم للاحتجاجات  بعد أن كان حارس مرمى واعد في منتخب بلاده للشباب ونادي الكرامة السوري، وبرز في عام 2011، كواحد من بين كثيرين انضموا للاحتجاجات في الشوارع، بعد أن بدأ بتأليف أغانٍ للثورة، واشتهر بين مؤيديها بـ"حارس الثورة".

وتجسد قصة الساروت من عدة نواح مسار الثورة السورية بدءًا من الأيام الأولى المليئة بالأمل وصولًا إلى مرحلة حرب الاستنزاف القاتمة، والتي استطاع خلالها الأسد الحفاظ على موقعه في السلطة، بحسب ما يقول سيباستيان آشر الصحفي في بي بي سي.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نعوه كُلٌ بطريقته، في حين تناقلت الصفحات المؤيدةُ للنظام السوري نعتهُ بالإرهابي،  "أحداث اليوم" رصدت أبرز التعليقات بهذا الشأن.


نعته خديجة خويص بقولها "حارس الثورة، عبد الباسط الساروت شهيداً على أطراف حماة، اللهمّ تقبّله في عليين مع الشهداء والصالحين".

واتفق معها أحمد أبا زيد حين كتب "عبد الباسط الساروت شهيداً، حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية، ‏شهيداً كما يليق بمن عاش مثله، هكذا يموت الثوار واقفين، وإن كانت الحياة تشبهك أكثر، ‏إلى رحمة الله يا ساروت، ‏سلام عليك في الخالدين".

ولفتت آمال أحمد إلى أنه "من ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا، إلى حارس الثورة الأول وصوت المقاومة الحر، إلى حراسة السماء، الشهيد عبدالباسط الساروت، وإن غاب سلاح البطل وصوته الهادر بأغنيات الحرية، ستبقى الثورة في سوريا كصلاة المؤمن، لا تموت بشلل معتنقها، بل يكمل صلاته برمش عينيه".

وأوضح مصطفى جاكوب أنه "بعد نجاح حملة " انا سوري" كنت أنوي إطلاق حملة ثانية مشابهة ولكن لرموز الثورة السورية..وكان الساروت على رأس القائمة...ولكني بسبب بعض الناس تراجعت عن الفكرة، هذه الصورة للساروت وصلتني بشكل خاص للحملة و لم تنشر من قبل على وسائل التواصل الإجتماعي...كان البوستر جاهز منذ ذلك الوقت بعد معالجتي الرقمية له، لكن للأسف مكتوب له أن لا ينشر إلا بعد استشهاد الساروت، للعلم الناس الذين طعنوا بالساروت و كانوا سبب بتراجعي عن إطلاق الحملة ممن كنت أثق بهم ينعمون اليوم بالنقود على ظهر الثورة، بينما الساروت مات في سبيلها، وكان حقيقي لأخر رمق".

ونشر همام العسعس قصة الساروت مُعقبًا عليها "من حارس مرمى أشهر أندية سورية وأعرقها إلى أبرز منشد وأحد أكبر رموز الثورة السورية ضد النظام.. من هو عبد الباسط الساروت الملقب ببلبل الثورة السورية!".

ومثلت كنانة علوش الرأي الآخر بقولها "مقتل الإرهابي عبد الباسط الساروت اثر اصابته يوم أمس بنيران الجيش العربي السوري، أي ارهابي يقتل يقربنا خطوة إلى احلال السلام في سورية و من المعروف أن تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش هو تنظيم إرهابي بحسب اعتراف دول العالم أجمع لذلك وصف ارهابي ينطبق على المدعو عبد الباسط الساروت.."

وتابعت "... كأي مواطن سوري لا يمكنني أن أصفه الا بالإرهابي، كمية الشتائم التي وصلت عبر التعليقات و الرسائل تعبر عن اخلاق الإرهابيين و تظهر حجم الألم الذي يصيبهم و كل من دافع عن احد ارهابيي داعش كالساروت هو ارهابي مثله".

واتفق معها وليد هنايّة بقوله "الخونة عميحجزو لبعضهم بقافلة جهنم، مقتل القيادي في جيش العزة الإرهابي عبد الباسط الساروت، بعد اصابته بطلق ناري أثناء هجوم ارهابي شنه مع عناصره على مواقع الجيش السوري وقد تم قتل معظم افراد مجموعته المهاجمة".

ونقل يزن مصطفى أحد الآراء المخالفة لاعتبار الساروت بطلًا، إذ بيَّن "هي رأي "أخر" وفيه كتير من المنطق
كرمال نشوف المشهد من كل الزوايا، وكرمال الي عم يتباكى ع"الساروت" هلا هاد شعلة النضال تبع "ثورتكن" والله ملا شعلة منيح الي انطفت".

وشددت ناريمان منصور على أنَّ "هيئة التفاوض اللاسوريّة تنعى الإرهابي الساروت، من حارس مرمى إلى منشد محرّض على الطائفية والقتل (العلويين عالتابوت والمسيحيين عا بيروت) إلى حامل سلاح، ثمّ فارّاً إلى تركيا ليعود ملتحقاً بمجموعة "جيش العزّة" الإرهابية، ومؤخّراً محرّضاً ومتوعّداً من محور تل ملح، حيث نفق لا مأسوفاً عليه، بل محتفلين بنفوق جرثومة مقزّزة".

فيما كان الساروت بطل أحد الأفلام الوثائقيّة بعنوان "العودة إلى حمص" الذي جسد تحوله من رياضي موهوب إلى مقاتل متمرد، وفي الوقت الذي يراه فيهِ مؤيدوا الأسد إرهابيًّا مُسلحًا من الجيّد موته، يعتقدُ آخرون بأنه حارسٌ للثورة والصوت المتحدثُ باسمها.

وكانت شائعات قد ترددت بأن الساروت تعهد بالولاء لتنظيم داعش، إلا أنه أنكر ذلك، واعترف بأنه فكر في الأمر، عندما بدا التنظيم القوة الوحيدة القادرة على محاربة نظام الأسد..

ومن المفارقة أن الساروت مات وهو يقاتل دفاعا عن آخر معقل للمعارضة في سوريا، وهي محافظة حماة التي تهيمن عليها جماعة جهادية، ألقت القبض عليه في عام 2017 للاحتجاج على حكمها للمنطقة.

[08-06-2019 11:37 PM]