أحداث اليوم - كشفت الإجراءات التي اعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقبول الطلبة العائدين من السودان، والتي تتعلق بتشكيل لجنة للاشراف على امتحان التقييم وتحديد مواعيد الامتحان، والتي شملت جميع فئات الطلبة خلافا لقرار مجلس التعليم العالي المعلن، وليس «المخفي».

وبالتزامن مع حل مشكلة الطلبة العائدين من السودان، هنالك «ازمة» تلوح بالافق تتعلق بطلبة طب اوكرانيا، والتي تختلف مشكلتهم عن طلبة السودان، إذ تتمثل مشكلة طلبة اوكرانيا بعجز غالبية من أنهى السنة الدراسية السادسة والاخيرة عن اجتياز امتحان وزارة الصحة هناك والمسمى «كروك».

وبعد الكشف عن الحلول المقدمة لطلبة السودان، يتساءل طلبة اوكرانيا، لماذا لا تضع الوزارة لهم حلولا مشابهة، ومنها خضوعهم لامتحان الامتياز او البورد الاردني واعتماد ومعادلة الشهادة، خصوصا ان «الكروك» يحاكي امتحان الامتياز، على حد قولهم.

ويربط مراقبون ان عدم الافصاح عن قرار قبول جميع الطلبة العائدين من السودان، مرتبط بقضية الطلبة الدارسين في اوكرانيا، رغم اختلاف المبررات بين الطرفين، اذ ان «طلبة السودان» تتعلق بأمنهم، في ظل حالة عدم الاستقرار في الخرطوم، بينما «طلبة اوكرانيا» تتعلق بمستقبلهم الاكاديمي، الذي يمكن ان يخسروه في حال عدم اجتيازهم للامتحان، بالاضافة الى الاعباء المالية التي يتكبدونها، إذ على الطالب دفع رسوم سنة دراسية كاملة تصل الى أكثر من (4000) دولار لاعادة الامتحان.

ورغم ان قرار قبول جميع الطلبة العائدين من السودان بالجامعات الاردنية، لاقى ترحيبا من قبل الطلبة واولياء امورهم، إلا ان تداعيات القرار، ستنعكس سلبا على الجامعات من حيث حجم الطلبة في تخصص الطب وطب الاسنان، في ظل الغاء السنة التحضيرية للطلبة الاردنيين وقبول جميع الطلبة كل حسب رغبته الاولى.

فهل تستطيع الجامعات استيعاب جميع هؤلاء الطلبة، وما هي الرسوم التي ستتقاضاها منهم، هل هي رسوم الموازي الاردني ام العادي؟ ومن هو الخاسر الاكبر من تلك القرارات؟

وبحسب احصائية وزارة التعليم العالي فإن (382) طالبا من العائدين من السودان سجلوا الكترونيا لتأمين استكمال دراستهم من أصل (445) طالبا يدرسون في الجامعات السودانية، حسب احصائية الوزارة، وان (343) طالبا من المتقدمين، ابدوا رغبتهم بإكمال دراستهم في الاردن، في حين ان الـ (39) الباقين، يرغبون بإكمال دراستهم خارج الاردن.

وهذه الارقام، تساوي في مجملها في تخصص الطب اجمالي دفعة سنوية في الجامعات الاردنية!

وتتناقض الاجراءات المعلنة على موقع الوزارة المتعلقة بقبول طلبة السودان مع آخر قرار اصدره مجلس التعليم العالي بهذا الشأن، فالقرار الذي نشر، جاء نصه: أقر مجلس التعليم العالي إجراءات التعامل مع الطلبة الاردنيين الدارسين في السودان، والبالغ عددهم (445) طالبا وطالبة، ووفقا للاجراءات المتعلقة بطلبة الطب وطب الاسنان، فإنه يسمح لطلبة السنوات السادسة والخامسة والرابعة الالتحاق بجامعات منتظمة التدريس ومعتـرف بها من قِبل وزارة التعليم العالي وفي بلد ثالث غير السودان أو الأردن ويُعفون من شرط دراسة ما نسبته(50 %) من متطلبات الخطة الدراسية المطلوبة لمعادلة الدرجة الجامعية الأولى في الجامعة التي سيتخرج فيها الطالب».

كما سمحت الوزارة لطلبة السنوات (الثالثة، الثانية، الأولى) بالالتحاق بجامعات منتظمة التدريس ومعترف بها من قِبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفي بلد ثالث غير السودان أو الأردن ويُعفون (إن اقتضت الحاجة) من شرط دراسة ما نسبته (50 %) من متطلبات الخطة الدراسية المطلوبة لمعادلة الدرجة الجامعية الأولى في الجامعة التي سيتخرج فيها الطالب.

واتاحت الاجراءات لطلبة السنتين (الثالثة والثانية) القدوم للأردن للالتحاق بكليات الطب أو طب الأسنان فيها، شريطة خضوعهم لامتحان تقييم قدرات لوضعهم في السنة الأكاديمية المناسبة لمستواهم، وعليهم القبول بذلك، ويكون قبولهم على البرنامج الموازي، وفي كل الأحوال يجب أن يكون معدل الطالب في الثانوية العامة أو ما يعادلها (80%) فما فوق.

كما يمكن لطلبة السنة الأولى القدوم للأردن للإلتحاق بالسنة الأولى بكليات طب أو طب أسنان فيه، ويكون قبولهم على البرنامج الموازي، وفي كل الأحوال يجب أن يكون معدل الطالب في الثانوية العامة أو ما يعادلها (80 %) فما فوق.

ونصت الاجراءات على أن يُلحق الطلبة الذين لا يحققون شرط معدل الثانوية العامة أو ما يعادلها والبالغ (80%) فما فوق بكليات أخرى في الجامعات الأردنية، شريطة أن لا يقل معدل الطالب في الثانوية العامة أو ما يعادلها عن الحدود الدنيا لمعادلة الشهادات غير الأردنية في الأردن.

وبينت أنه يتم توزيع الطلبة حسب آليات القبول الموحد، بحيث يقسم الطلبة على الكليات حسب تسلسل معدل الامتحان التقييمي وبالتساوي (الأعلى فالأدنى)، كل سنة على حدة وحسب الجامعة التي يرغبها.

وبينت ان امتحان تقييم القدرات سيكون في مواد السنة الدراسية التي تسبق السنة الملتحق بها في السودان، مع التنويه بأنه لا يوضع أي طالب في مستوى أعلى من مستوى السنة الدراسية التي كان فيها في السودان.

وبالنسبة للطلبة الموفدين من قِبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تستمر الوزارة في دفع المخصصات السنوية التي كانت تدفعها لهم سابقاً وهم في السودان لحين تخرجهم في حال التحاقهم بجامعة خارج الأردن ولا تتحمل الوزارة الرسوم الجامعية.

وسمحت للطلبة الموفدين من قِبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الالتحاق في البرنامج العادي في حال رغبتهم استكمال دراستهم في الجامعات الرسمية.

اما فيما يتعلق بالتخصصات غير الطبية، يُسمح لهم بالانتقال إلى جامعة أخرى وتطبق عليهم شروط معادلة المواد المعمول بها في الجامعة المنتقل إليها شريطة أن لا يقل المعدل في الثانوية العامة أو ما يعادلها عن الحدود الدنيا لمعادلة الشهادات غير الأردنية في الأردن.

إلا أن الاجراءات المعلنة عن قبولهم تمثلت في تشكيل لجنة وتحديد مواعيد امتحانات، والتي تفيد بقبول جميع فئات الطلبة، وليس كما ورد في القرار المنشور.

[22-06-2019 09:44 AM]