الرئيسية مقالات واراء
يجلس الإنسان مع نفسه ويتأمل ويفكر ويستعرض تاريخ الأمة الإسلامية في السابق في أوج عزها وما يحدث حوله من أحداث على مستوى الوطن والعالم العربي والإقليمي والأجنبي. وذلك لأن العالم أصبح مع تطور التكنولوجيا وإستخدام الشبكة العنكبوتية قرية صغيره حيث تمكنك هذه الشبكه مع ما عليها من تطبيقات تكنولوجية طورها الإنسان أن تسمع وتشاهد ما يحدث في هذا العالم في جميع بقاعه. ونقول هل هذه التكنولوجيا وما لدينا من قدرات وإمكانات لكشف حقائق ما يحدث من أحداث في هذا العالم تسرنا أو تدخل الحسرة والألم إلى قلوبنا هو لصالحنا أم لمضرتنا؟. في نظرنا أن هذا كله لصالحنا وليس لمضرتنا لأن الله لا يريد لعباده إلا الخير في دنياهم وآخرتهم وأن يعودوا إلى الله قبل فوات الأوان حيث لا ينفع الندم (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ(الشورى: 30)، وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المنافقون: 11)).
وحتى لا يكون لدينا أي شك بأن الله يسمعنا ويراقبنا ويسجل لنا الملكين الرقيب والعتيد كل أقوالنا وأفعالنا وحركاتنا وهمساتنا وهواجسنا بالصوت والحركة والصوره ... إلخ (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(ق: 17 و 18)) مثلما تنقل لنا التكنولوجيا كل ما يحدث في هذا العالم من أحداث بشكل دقيق جداً. وكيف وتكنولوجيا رب العالمين لا تجاريها تكنولوجيا البشر مهما كانت على أعلى درجات من التقدم والتطور ونكون على يقين فيما جاء في هذه الآية (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)).
والذي يضايقنا هو أننا جمعينا من نفس واحده آدم وزوجه فكيف كُنَّا نحن المسلمين؟ وكيف أصبحنا؟. كنا في مقدمة الأمم وكنا متطورين عسكرياً وعلمياً وفنياً وتكنولوجياً وإجتماعياً وطبياً وثقافياً وسياسياً ... إلخ. وأصبحنا الآن يُضْرًب فينا المثل من قبل السيدة ميركل زعيمة ألمانيا وغيرها من زعماء العالم في ضعفنا وهواننا وتأخرنا عن الأمم الأخرى في العالم ونتساءل عن الأسباب ونتجاهلها رغم أننا نعلمها (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)). فكيف لنا أن نُسْمَعَ، ويهاب جانبنا ويحسب لنا حساب أو نُبدي رأينا في أي قضية أو ربما نقرر في ما فيه صالحنا أو صالح أي من بني جلدتنا ... إلخ (كما كنا على زمن هارون الرشيد) وكغيرنا من الأمم وآخرها كوريا الشمالية؟. يبقى عندنا بصيص أمل لأن الله قال في كتابه العزيز (عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (الإسراء: 8)).
فعلينا بالعمل بما يرضي الله عَنَّا وليس بالتمني وأن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الله قبل الآخرين. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ( ... لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا (الطلاق: 1)). لعل في طلاقنا الطلاق النهائي لكل ما كان سبباً في هواننا هذا الهوان بين الأمم يغير الله حالنا إلى أفضل من هذا الحال.