الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    وما النَصْرُ إلاَّ من عِنْدِ الله

    نحن كمسلمين وكأصحاب ديانات سماوية مختلفة من يهودية ومسيحية نؤمن بأن هناك خالق ومدير ومدبر لهذا الكون هو الله سبحانه وتعالى. والله هو خالق كل شيء في هذا الكون (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الزمر: 62)) وخالق أبونا آدم عليه السلام وأمنا زوجه وكلنا خُلِقْنَا من نفس واحدة هي نفس سيدنا آدم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء:1)). وهو الذي خلق السموات والأرض ومن فيهن لبني آدم حتى يرث الأرض وما عليها (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة: 29)). والله بيده ملكوت كل شيء في السموات والأرض (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (يس: 83)).

    بعد هذه المقدمة لا شك أن الله هو الضَّار والنافع والخافض والرافع والمذل والمعز ... إلخ ولهذا على كل إنسان أن يلتزم بتعليمات رب العالمين من أوامر ونواهي وأيضاً بما جاء من أحاديث صحيحة عن الأنبياء والمرسلين لأن ألله إختارهم من بين شعوبهم أنبياءاً ومرسلين ومبلغين لرسالاته السماوية. وإن أردنا أن ينصرنا الله على أعدائنا فعلينا أن نُرْضِيَ الله عنا الذي هو على شيء قدير وله ملك السموات والأرض كما ذكرنا، وما لنا من دونه من ولي ولا نصير ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (البقرة: 106 و 107)). فعلينا أن نُعِدَّ ما عندنا من قوة ومن رباط الخيل (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (الأنفال: 60)). وبعد الإعداد أن ندعوَ الله من قلب مؤمن يعلم بأن النصر من عند الله وليس بالعُدَّةِ والعِتَاد ... إلخ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 9 و 10))، (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (آل عمران: 160)).

    فأهم شيء هو أن نؤمن بالله حَقَّ الإيمان وأن ندعوَ الله ونحن متيقنين من الإجابة بعد أن نكون قد لبينا الشرطين اللذين إشترطهما الله في إستجابة الدعاء وهما الإستجابة لأوامره وإجتناب نواهيه والإيمان به حق الإيمان وعندها نصبح من الراشدين ويستجيب الله دعائنا ويجعل من الحجارة التي بأيدينا قنابل ذرية ويجعل من كلمتي الله أكبر صوايخ تدمر الأعداء (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة: 186))، ويجعل بأس أعدائنا بينهم شديد فيدمرون بعضهم بعضا. ولهذا عندما يقول كثيراً من الناس منذ سنين طويلة: في كل جمعة تمتليء المساجد بالمصلين وأئمة المساجد يدعون على أعداء الإسلام والمسلمين ويقول الجميع آمين ولكن لا يستجاب الدعاء، وكأن الدعاء ينقلب لصالح الأعداء؟! نقول لهم نعم، لأن شروط إستجابة الدعاء لم تتوفر لدى الذين يدعون كما جاء في الأية المذكورة رقم 186 من سورة البقرة.





    [02-07-2019 09:30 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع