الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن - ارتدى معظم الاردنيون وجوهاً غير وجوههم خلال الـ 48 ساعة الماضية في محاولة منهم لاستشراف المستقبل وقراءة طالعهم بعد الشيخوخة عل أحلام الشباب تتحقق قبل الممات.
أشكال الغالبية العظمى من الأردنيين لم تتغير كثيراً بيد أن علامات الهرم والهزل بدت أكثر وضوحاً وكأنها تشي لنا بمستقبلنا وتحولاته خلال عقد من الزمان على الأقل.
استفزتني كثيراً الفكرة وتمنيت لو أن حكومتنا بادرت لاستشراف مستقبلها ومستقبلنا للأعوام القادم باستحضار البرامج والمعلومات عبر تطبيق ألكتروني أو خطط وبرامج تنموية خمسية أو عشرية، فالأمور بحمد الله تعود للخلف وطريقنا للمستقبل كالطريق الصحراوي.
الحكومة تتجاهل أحلامنا وطموحاتنا وحتى حقوقنا لتغرقنا بأوهام يطلقها مسؤوليها بين الفينة والأخرى عن تحسن الأوضاع ونجاح السياسات الحكومية في معالجة الفقر والبطالة والحد من ارتفاع مستويات الجريمة إلا أن الواقع يصطدم بتراجع الخدمات المختلفة وتحطم أحلام المواطنين بحياة كريمة في وطنهم ليصطدم بصخرة التحديات وانعدام الرؤيا الاستشرافية للمستقبل القادم.
الأمور لم تعد خافية على أحد إلا الحكومة، نهاية الأسبوع الماضي خرجت نتائج دراسة أجريت على لاجئين سوريين لتعلن عدم رضا 78 % عن الاوضاع وإستيائهم من انتشار الواسطة والمحسوبية في البلاد، فهل يعقل يا حكومة النهضة أن يعلم القاصي والداني بوجعنا وأنت غارقة في أحلامك الوردية وكيل الوعود بإخراجنا من الزجاجة بعد انقضاء مدة العطوة الممنوحة لدولة الرئيس.
حكومتنا العظيمة هل يحق لنا كمواطنين محاسبتكم على خذلاننا والتفريط بحقوقنا وأحلامنا في ظل التراجع الحاد لمستوى الخدمات والبنى التحتية والإرتفاع الكبير لمستويات الفقر والبطالة، الصورة القاتمة تتسيد المشهد وأمل وهمة المواطن في تراجع مستمر والتصريحات في تزايد مطرد والله المستعان على ما تصّفون.
بالعودة لبرنامج تغيير الوجوه يبرز في ذهني سؤال أتمنى لو أستطيع طرحة على حكومتنا الموقرة، حول مدى استعدادها لإدخال صورتها للتطبيق عبر أجهزة الحاسوب وتوقع شكل شيخوختها التي هي مستقبل أجيالنا في ظل السياسات القائمة والمتوقعة لمؤسسات الدولة وقدرتها على تلبية متطلبات بقائنا على قيد الحياة.
حكومتنا الموقرة أخوتي المواطنين ،سمحت لنفسي بإدخال الصورة لجهاز الكمبيوتر الخاص بي نيابة عن الحكومة، إلا أن الصورة الخارجة من الجهة الأخرى "الطابعة" حطمت أحلامي وأغلقت الأبواب في وجهي لعدم تمكن البرامج المختلفة من قراءة المدخلات التي تم تزويدها بها.
أتمنى أن يكون جهازي مصاباً بمرض عضوي أو ربما نفسي وأن لا تصّدق رؤياه لمستقبلنا الذي غلفته الديون والقروض بعد إعلان ارتفاع رصيد الدين العام لنهاية أيار من العام الحالي إلى 2ر29 مليار دينار مقارنة مع 3ر28 مليار دينار في نهاية 2018 وارتفاع معدل التضخم خلال حزيران الماضي 0.5% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
لا أملك أي أمل أو حتى رجاء بأن يكون غد أولادي أفضل فالرؤيا ضبابية حتى في حر تموز اللي بيغلي المي بالكوز ليحرقنا بلهيب ارتفاع الاسعار من جهة وانعدام الرؤيا الأمامية من جهة أخرى غير أنني أوكل الحال لمغير الأحوال وأقول:"فلعلها ولعلها ولعل من خلق السماء يحلها".