الرئيسية مقالات واراء
انتظرتُ طويلاً حتى أنهى ((الأرفل)) ضحكته العجيبة..وكلّما أردتُ أن أتكلّم اجتاحته موجة الضحك من جديد ..المهم خلّصها وقال لي : حتى في الغزل والرومانسية نستحي أن نمضي إلى آخر الشوط ..قبل قليل اتصلت بي صديقة تشكو لي أمر الشاب الذي بذلت جهداً لكي يصارحها بحبه فقال لها : بحبّك يا حيوانة ..! وغاص الأرفل في موجة ضحك جديدة..
قلت له : هذه حالة تعبير عن الحب طبيعية عند العربي النافش ريشه ..يعتبر التعبير عن الحبّ ضعفاً وإنقاصاً من الرجولة ؛ لذا تراه يبدأ بكلمة : بحبّك ..ولكنه سرعان ما يشعر بجريمة قد ارتكبها بحق شخصيته ..فيتبعها فوراً بكلمة يا حيوانة يا كلبة ..أو ما شابه ذلك ..! لذا عندما هبطت علينا أغنية : بحبّك يا حمّار ؛ تلقّفناها لأنها تعبّر عن الحبّ المليء بالشوائب..!
كان الأرفل يصغي إليّ جيداً ويهزّ رأسه ..ولكنه قاطعني قبل أن أستأنف وقال لي : بدك تفهّمني أننا نعبّر عن حبنا الحقيقي بالشتيمة والمسبات لكي نواري صدقنا..! قلتُ له : هو ذاك ..ولو كان كاذباً لما وضع الشتيمة في آخر رومانسيته ..!
عادت موجة الضحك للأرفل وهو يقول : عشان هيك ما بنحكي لأي مسؤول ونحن ننافق له: بحبك يا كلب ..ولا لأي فاسد بحبك يا حيوان ..لأنهم لا يستحقون الشتيمة التي تعبّر عن الحبّ الحقيقي..!
للعرب في الغزل مذاهب ..