الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
عهود محسن - لا أتفق مع كثيرين بأن نتائج التوجيهي الصادرة صباح اليوم ستخفف الرهبة من الإمتحان لدى الطلبة أو ترفع معنوياتهم وذويهم، وإنما هي مؤشر خطر على شكل وبنية التعليم في قادم الأيام.
وزارة التربية والتعليم وباعتقادي الشخصي تسعى لإنجاح وليدها الجديد نظام الفصل الواحد ودفع الأردنيين لتقبله والتصفيق له قبل أن يصدموا بخسارة معركتهم مع القبول الموحد الذي سترتفع معدلاتة لأرقام فلكية تشابه تلك التي أغلقنا بها بوابات ونوافذ العلم في العالم صباح الخميس.
المستفيد الأكبر من هذا الكرنفال الإحتفالي هي الجامعات الحكومية والخاصة على السواء فكلاهما تسعيان لجذب الطلبة ورفد خزائنها بالأموال من خلال البرنامج الموازي للجامعات الحكومية وقبول الطلبة ذوي المعدلات المرتفعة في التخصصات التي يرغبون بها بعد فشلهم في تحقيق أحلامهم ودراستها في جامعات حكومية، وبهذا تصيب الوزارة عدة عصافير بحجر واحد.
نتائج التوجيهي اليوم منحت وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم غطاءً جميلاً مزركشاً بألوان البهجة والفرح للذهاب نحو خصخصة التعليم وتخفيف العبء عن الدولة ورفعة على المواطن، فالتنافسية ستزداد بين المواطنين للذهاب نحو الدراسة في المدارس الخاصة لزيادة قدرة أبنائهم في الحصول على معدلات مرتفعة مما سيضخ مبالغ مالية إضافية لأصحاب المدارس الخاصة ويحط من مستوى التعليم الحكومي الذي يعاني الإهمال والإنهاك أساساً من ناحية.
ومن ناحية أخرى سيسهم في حل الأزمات المالية للجامعات برفدها بالمزيد من الدخل من خلال قبول الطلبة في البرنامج الموازي لتحقيق طموحاتهم بنيل الشهادات الجامعية في التخصصات التي يرغبون بها مما يعني زيادة حصة القبول الموازي على حصة القبول الموحد التنافس لهذة الجامعات وربما تجاوز النسب المسموح بها للقبول في الموازي لجلب المزيد من الأموال للجامعات لسد العجز في ميزانياتها وتسدسد جزء من مديونيتها.
إلا أن هذا الخيّار الذي ذهبت إلية وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ينسف فكرة إصلاح التعليم من أساسها ويدفع بالأردن بأكملة نحو "طبقية التعليم" فبدلاً من التركيز على تحسين جودة التعليم الأساسي للطلبة وتعزيز الاتجاة الإيجابي نحو التعليم المهني.
ما تم صباح اليوم في في مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا التعليم يعيد إلى أذهاننا ما تحدث بة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي وليد المعاني قبل أسبوع من الآن خلال افتتاحه مؤتمر "التعليم المهني والتعليم العالي والتدريب الموجه نحو سوق العمل" حين قال :" ان على الجامعات الاهتمام بالتعليم التقني والمهني، وجعل التدريب والمهارات من ضمن مساقات كل تخصص، ليكون الخريج جاهزًا للانخراط في سوق العمل بالقطاعين العام والخاص، مؤكدًا ان الحكومة لا تستطيع استحداث وظائف لجميع الخريجين".
ليست هذة المشكلة فحسب وإنما الطلبة الذين تتراوح علاماتهم بين 80-65 فهؤلاء أيضاً نسبة ليست قليلة وسيحتاجون لطاقة إستيعابية لاستكمال دراستهم الأكاديمية بعد نفاذ المقاعد واستغلالها من قبل الطلبة أصحاب العلامات الأكثر إرتفاعاً وهو ما سيدفع بذويهم لمجاراة رغبتهم في الدراسة وإرسالهم للدراسة خارج الأردن، مما يعني خلق أزمة كبيرة على المستوى المادي للأسر ونحن نعلم أن الأردني بيبيع بيته وبيجيب شهادة لأنة إحنا بنحب الشهادات.
والمشكلة الثانية أن هذا الكم من الخريجين في السنوات المقبلة بمعدل 3-5 سنوات سيبحتاج لوظائف وهنا يبرز لدينا سؤال وهو،أين ستذهب الحكومة بهؤولاء الخريجين أو العاطلين عن العمل في حينة مع ارتفاع مستويات البطالة بين حملة الشهادات الجامعية للعام 2018 (24.5)؟
فهل لنا كمواطنين أن نصدق ما يتحدث بة الوزير ونحن نشاهد أرقاماً غير مسبوقة في تاريخ الاردن اظهرت تفوقنا على العلم في العالم بأكملة بينما تسحب دول عربية اعتمادها لجامعانا لأسباب تعلم الوزارة جيداً أنها ترتبط بجودة العملية التعليمية ومستوى الخريجين، الوزير أقر بأحد البرامج الصباحية بوجود برنامج مكثف للدراسة في الجامعات الأردنية ينهي فية الطلاب العرب دراستهم لمرحلة البكالوريوس خلال 8 أشهر.
يال العجب تناقضات لا يمكن لعقل أن يصدقها، فكيف استصاغ الوزير المعاني وكوادر وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي وجموع المستشارين فيهما ومجلسي التربية والتعليم والتعليم العالي اللعب بمشاعر ومصائر الأردنيين ومستقبل الأردن بإعلان هذة النتائج؟وإذا كانت لدينا هذة الطاقات الإبداعية لماذا لانجد نتائج إيجابية لها في مؤسسات دولتنا؟ ولماذا نشهد تراجع غير مسبوق ولا مبرر لمستويات الخريجين والعاملين في مؤسسات الدولة المختلفة والأخطاء الكارثية التي يعانية المواطن الأردني في مختلف القطاعات وعلى رأسها القطاعين الصحي والتعليمي؟