الرئيسية مقالات واراء
بحثتُ عن (( الأرفل)) ثلاثة أيام متتالية لأنه اختفى من لحظة اعلان نتائج التوجيهي ؛ حتى انني اعتقدتُ للحظة بأنه يستغل اللحظة و يطخ لحظة هنا و يفرقع لحظة هناك و يشتغل بزفّة وفاردة لحظة هنالك..!
ألقيتُ القبض عليه معتزلاً وأمامه قطف موز ..يقطع ويرمي ..قلتُ له : شفت (الليخة) بالنتائج ..؟ رمى قرن موز عليّ قائلاً لي : ولك عمرك ما تتعلم ؛ هاي النتائج اللي مش عاجبتك فيها كلام نظرياً و عملياً . جلستُ ملهوفاً وقلتُ له : علّمني يا أرفلُ مما علّمتك الأيام وأنت الخبير بهذه الأرض الأرفلية ..ضحك وهو مستمر يقطع قرون الموز عن القطف ورميها ..وقال من غير دلال :
نظرياً: إن علامات الطلاب لهذا العام تدلّ أن لدينا طلاباً عباقرة ؛ ستُحفر أسماؤهم في الذاكرة..طلاباً في جيل سيرفع الإحباط و يحقق المناط ..فالعلامات العالية والمائة من مائة الوافية ؛ تدلّ دلالة حاسمة أننا سننتصر بالقوة الناعمة ..وأن هذا الجيل ليس له بديل ..آلاف مؤلّفة بالتسعينات المُشرِّفة..جيلٌ سيصنع الصاروخ وسيدوّخنا ولن يدوخ..جيل لهلوب ليس به عطوب..جيلٌ مثقفٌ بكل اتجاه ؛ وليس بحاجة لواسطة أو مشيخةٍ أو جاه ..نظرياً : سنخوزق العالم بالأرقام و سنغزوه بالعلم والاحترام..
أمّا عملياً ..وهنا عدّلتُ من قعدتي وقلتُ له : أيوا ؛ أنا عاوز عملياً يا عمي الحج ..! قال وهو مستمر برمي الموز : عملياً هذا الجيل أبو العلامات العالية مثل قطف الموز هذا نرميه للشوارع ولا نهضمه لأنه قرنٌ مطعوج ..وبعد قليل سنتزحلق جميعاً ومعنا هذا الجيل العبقري في قشر الموز المطعوج ..
وقفتُ ملسوعاً لأحتجّ ولكن رجلي تدعثرت بقرن موز وها أنا والأرفل نحاول أن أخرج رأسي من عنق الزجاجة التي تدعثرتُ بها أثناء الزحلقة..!