الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن - رغم محاولات البعض إخراج الحديث عن نتائج التوجيهي من سياقة والذهاب نحو تسطيح الأزمة وإظهارها على أنها خلاف بين مؤيد ومعارض للنظام الجديد "الفصل الدراسي الواحد" والذي تدافع عنه وزارة التربية والتعليم باستماته ظناً منها أنه سيكون طفلها البّار الذي سيحمل خطايا وسقطات النظام التعليمي كاملاً إلا أنة لن يكون سوى إبن عاق سيفضح الخفايا ويلقي بالأوراق على قارعة الطريق ليكشف مدى فشل إدارة ملف التعليم في البلاد حسبما يراه مراقبون.
من يقرأ نتائج التوجيهي الصادرة مؤخراً يجد أن المدارس الحكومية تفوقت على نظيرتها الخاصة في نسب الحاصلين على معدلات مرتفعة وهو ما يظهر وجود خامة جيدة للتعليم في المدارس الحكومية يمكن لمن يحسن الإدارة والتخطيط لمستقبل التعليم أن يجد نقاط القوة فيه ويعززها ويقترب من نقاط الضعف ويعالجها بعيداً عن العنجهية في تسويق الأفكار الفردية والمشاريع التي ستحول أبناء الأردن لفئران تجارب يأتي وزير ليعسكر لهم التعليم ويحيلة لساحة معركة محمية بالبنادق والمصفحات ويتبعه وزير آخر يكافح تصحر العلامات عند سابقة وينثرها على رؤوس الجبال لتتعدى حاجز 100% في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ التعليم في الأردن.
ما بين الوزيرين أو سمهما النهجين إن شئت تُضيع البوصلة اتجاهها وتبقى نقطة مركزية واحدة عنوانها الطالب والمدرس، أوائل الثانوية العامة وأكاد أجزم بهذا الكلام في غالبيتهم وعلى مدى سنوات هم من طلبة المدارس الحكومية سواء تقدموا لامتحان التوجيهي من بواباتها أو امتدت إليهم أيدي المدارس الخاصة بمنح وإغراءات يتم خلالها الحديث عن تحسين الظروف التعليمية لهؤولاء الطلبة وتهيئة بيئة أكثر ملائمة لإبداعهم بتوفير مرافق مدرسية متطورة وعدد طلبة أقل في الغرفة الصفية وتوفير بعض النشاطات اللامنهجية التي تنمي مهارات الطلبة وسط اهتمام أكبر من قبل إدارات هذة المدارس وتوجيه معلميها نحو إخراج أجمل مافي هذة الجواهر المنقولة من بيئة الاكتظاظ والإهمال وتراجع المستويات التعليمية في المدارس الحكومية للبيئة الأكثر جمالاً وبريقاً في العيون.
من يدرك خطورة هذا العبث بمنظومة التعليم يجب أن يقرع كل الأجراس وكل نواقيس الخطر لحماية التعليم في بلادنا بدلاً من التهليل والتطبيل لارتفاع معدلات خريجي التوجيهي واعتباره انجازاً ونصراً مؤزر بانتهاء معارك التوجيهي وما يسمى رعب التوجيهي.
المدارس الخاصة بإدارتها الإستثمارية تعي حجم الأزمة التي تعانيها وزارة التربية والتعليم وتسعى بمختلف الطرق الممكنة لاستغلالها خدمة لمصالحها وجنياً للمزيد من المكاسب على حساب الطلبة والوطن معاً.
أنا شخصياً لا أدري لماذا تتجاهل وزارة التربية حاجتها لتعزيز أوضاع معلميها وهم عماد بيتها ومنحهم ظروف عمل أفضل لاستغلال كامل طاقاتهم في تدريس الطلبة وإعادة الأمور لنصابها ووقف تغول المدارس الخاصة على نظيرتها الحكومية والاستقواء على النظام التعليمي تحت مسميات براقة توسع الهوة بين التعليم الحكومي والخاصة لصالح الإستثمار والمستثمرين واستغلال المنح والقروض لتحسين البيئة المدرسية بدلاً من إضاعتها في مشاريع تقام بلا جدوى وتنتهي بإعلان فشلها وتحويلها لمكافحة الفساد.
معركة التعليم في بلادي تحتاج لأشخاص واقعيين بلا تاريخ عمل في المختبرات يتجهون مباشرة للمشكلة محاولين حلها بعيداً عن فردية اتخاذ القرار والانحياز المسبق نحو الأفكار المستحدثة أو القديمة فالأوضاع خرجت عن المألوف ومستقبل التعليم بات في مهب الريح.
في اللحظة التي ارتفع فيها إنجاز وزارة التربية والتعليم لما فوق 100% لدى بعض الطلبة تراجع ترتيب آخرين لما دون النجاح لكن هذة المرة بلا خطوط حمراء على شهاداتهم وكشوفات علاماتهم في محاولة لزركشة الواقع الأليم لحقيقة التعليم المتراجع في البلاد والذي تدفع تكلفتة الدولة الأردنية نظير زيادة أرصدة بعض مستثمري التعليم الذين يتغذون على موت منظومة التعليم الحكومي وفشلها عن إدارة نفسها بالشكل الصحيح.
وما بين وزارتنا التي تحاول التغني بإنجازات وهمية "مثل القرعا اللي بتتحالا بشعر بنت أختها" ومستثمرين مصوا دماء الوطن باسم رعاية أبنائنا وتأهيلهم لخوض غمار المستقبل متسلحين بالإبداع والتميز على حد قولهم يسقط الطالب الأردني في مستنقع تجارب التعليم الأساسي والعالي وتستنزف مقدرات الوطن ليكون النصر في النهاية لخريجي هارفرد وديوان الخدمة لخريجي الجامعات الأردنية.