الرئيسية مقالات واراء
تحاسِبُني على قَدَري
تعلِّقُني على الشجَرِ
تُحوِّلُني لـِ (مَمْسَحَةٍ)
سأشعلُ ثورةَ (الزَّفَرِ)
هذه النظرية من اختراع العقل الجمعي العربي..وطالما اشتكى منها ((الأرفل)) ؛ لأن (ممسحة الزفر) هي شخصية ليست عادية ..فليس كلّ منافق يستطيع أن يصبح ممسحة زفر..وليس كل عميل يقدّم خدماته لدى أقدام أعدائنا يستطيع أن يبدع في دور ممسحة الزفر..!
في لحظة بكاء وهو يسند ظهره إلى شجرة معمّرة قال لي الأرفل : الذين ضيّعوا أوطاننا (مماسح الزفر)..الذين وضعونا في الخلاّط وأحالونا إلى كوكتيل يشربه الأعداء هم مماسح الزفر..الذين وضعوا لنا كمينا في كلّ درب للتحرير هم مماسح الزفر..الذين وضعوا أياديهم القذرة على أفواهنا الطاهرة هم مماسح الزفر..الذين اشتبكوا معنا كل لحظة منذ فركنا لعيوننا وحتى محاولة نومنا وتسللوا إلى داخل أحلامنا كي لا نفكّر إلا باللهاث هم مماسح الزفر..!
حضنني الأرفل ودموعه تنط من عينيه بلا توقف وقال لي : انظر إلى هذه الشجرة الأرفلية..كل قوانين الأرض لا تستطيع أن تجعلها ممسحة زفر ؛ لأنّ لها جذوراً ضاربة في أعماق التاريخ ..الناس في هذه الأوطان إما أن يكونوا مثل هذه الشجرة يحتملون من يعبث بهم ولكنهم يبقون أشجاراً واقفة ..أو يقبلون أن يتحوّلون إلى ممسحة زفر ؛ مهمتهم الوحيدة التنظيف خلف الأعداء..وللأسف معركتنا مع هذه المماسح صعبة وطويلة ولكنها محسومة عندما تأتي اللحظة الفارقة..
كن شجرة والحلّ قادم ..واسمع من هالمجنون وطنّشْ..