الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
عهود محسن - بلغ عدد المدارس الخاصة في الاردن نحو 3055 مدرسة بنسبة 42% من عدد المدارس العام في المملكة حيث بلغ عدد المدارس الحكومية 3716 مدرسة بحسب إحصائيات رسمية، وهو ما يظهر إختلالاً كبيراً في معادلة التعليم في البلاد فالأساس أن يكون التعليم الحكومي الأوفر حظاً والإستثناء للتعليم الخاص الذي لا تزيد نسبته في العديد من الدول عن 6%.
في الوقت الذي تستعد المدارس الخاصة لجني ثمار نتائج التوجيهي بعدما تربع على رأس هرم المتفوقين طالب من إحداها سرقته مافيا التعليم الأفضل في الأردن عبر تقديم منحة دراسة له أسوة بطلبة آخرين في مختلف مناطق المملكة، وأعلنت وزارة التربية تتويجة للمرة الأولى في تاريخ البلاد بالعلامة الكاملة 100%، تبدأ المدارس الحكومية على الطرف الآخر من المعادلة تحضيراتها للعام الدراسي، وسط ضغوط متعددة تجعل منها الخيار الأسوء للطلبة وذويهم خصوصاً أولئك الباحثين عن الجودة والنوعية الأفضل للتعليم فيما يتسابق عليها ذوي الدخل المحدود واللاجئين والطبقات الكادحة في المجتمع .
قلة لا تتجاوز 1% فهمت لعبة التعليم في بلادي وهي من تحافظ على مستوى تعليمي جيد لأبنائها ضمن صفوف المدارس الحكومية أملاً في انتقالهم للأخرى الخاصة ذات الظروف الأفضل ومستويات التعليم الأعلى ليصبحوا شركاء في تجارة التعليم والترويج للمدارس الخاصة وجذب المزيد من الطلبة إليها عبر تقديم أبنائهم هدايا لمستثمري التعيم من خلال الانتقال إليها عبر المنح.
ما يجب علينا جميعاً إدراكة وخصوصاً القائمين على السياسة التعليمية للبلاد هو حجم الضرر الذي خلفته سياسة المحاباه والتفاهمات الجانبية لمستثمري التعليم والتعليم العالي على حساب منظومة التربية والتعليم التي هي عماد تنشأت الأجيال وبناء الأوطان، من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة في مدارسنا العامة، وتأهيل وتدريب المعلمين في القطاع العام وتوفير الظروف الإيجابية لهم في العمل وتحسين مستوياتهم المعيشية لكي نلمس التغيير الإيجابي الذي ينعكس على مخرجات العملية التربوية.
ما جرى في هذا العام عند إعلان نتائج التوجيهي لن يكون زلزلالاً في تطوير التعليم كما يظن البعض وإنما هو إنفجار سيخرج فشل سياسات التعليم للعلن عبر موجات ارتدادية لن تنتهي آثارها في المستقبل المنظور.
التعامل مع هذا الملف الشائك يجب أن يخرج من بين جدران الخزان ليرى النور عبر دراسة حقيقية لواقع التعليم في البلاد، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الطالب هو حجر الأساس في العملية التعليمية ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل هذة الجزئية مع التأكيد على أن الظروف الإيجابية التي توفرها المدارس الخاصة لها تأثير على مستويات الطلبة وإخراج إبداعاتهم للعلن نتيجة للإهتمام وتوفير المرافق التعليمية والأنشطة اللامنهجية التي تكسب الطلبة مزيداً من الخبرات والمعلومات.
وبما أن الطالب هو حجر الأساس لبناء الجسم الأكاديمي فالأولى بنى إتقان بناء هذة اللبنات من خلال مدرسين أكفاء قادرين على إيصال الرسائل التعليمية وأنا هنا أصر على أن التعليم رسالة وليس مهنة على أحسن وجه من خلال توفير ظروف عمل جيدة لهم وإكسابهم المزيد من المهارات في طرق التدريس الحديثة وكيفية التعامل مع الطلبة .
وقبل ذلك تهيأتهم لتحمل المسؤولية بتقديم نوعية أفضل من التعليم الجامعي لهم وعدم الإستقواء على وزارة التربية والتعليم بتحميلها الفائض من أعداد الخريجينة واسترضاء بعض المسؤولين والفئات كما سيجري اليوم مع خريجي الصحافة والإعلام الذين سيتم تعيينهم كمدرسين في المدارس بغض النظر عن قدرتهم على القيام بهذا الدور وهو ما يعكس جهلنا بأهمية التعليم وكونه مدماك بناء في صروح الوطن إن أحسنا التعامل معه أو تحوله لمعول هدم إذا ما بقي الحال على ما هو علية الآن.
وحتى لا تتحول مدارسنا وجامعاتنا لمعامل لتعليب الهواء فلنعاود النظر مراراً لمسيرتنا التعليمية بعيداً عن المزايدات والحسابات الجانبية التي لن تعيد للتعليم هيبتة أو تستقطب الطلبة العرب والأجانب الذين هجروا مقاعدم الدراسية عندنا بسبب التسيب وقلة الإنضباط وضعف الإدارة للعملية التعليمية بمستوياتها المختلفة.