الرئيسية مقالات واراء
قرأنا رسائل وما زلنا نقرأ رسائل عديدة على وسائل التواصل الإجتماعية من قبل مواطنين أردنيين محترمين سواء كانوا في المسؤولية وخرجوا منها متقاعدين أو برغبتهم الشخصية أو لأسباب مبررة من قبل الدولة أوبسبب القوانين والتعليمات. ورسائل أخرى من قبل آخرون طامعون في مناصب وزارية أو مناصب معينه في مؤسسات معينة أو في دوائر حكومية. وبعضها وُجِّهَتْ إلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم والكثير منها وُجِّهَتْ لرؤساء الوزاراء السابقين ولرئيس الوزراء الحالي دولة الدكتور عمر منيف الرزَّاز الأكرم، وذلك منذ أن مَرَّ أردننا العزيز بأزمته الإقتصادية والمالية الحادة. وكل تلك الرسائل مليئة بالشكاوي والتذمر ... إلخ من الوضع الإقتصادي والمالي الذي وصلنا إليه في أردننا العزيز ... إلخ من الظروف الإقتصادية والمالية التي مررنا ونمر بها. ولكن لم تحتوي أيٍ من تلك الرسائل أي حلول مقترحة للأخذ بإقتصاد ووضع الوطن المالي للأفضل وللتغلب على أزمته الإقتصادية والمالية. وحتى أكون منصفاً في مقالتي جميع الرسائل إحتوت على شيء واحد فقط وهو: تنحية الفاسدين عن المسؤولية ومعاقبتهم وإسترجاع ما نُهِبَ من أموال الوطن من قبل بعض الأشخاص، علماً بأن أي مواطن عادي بإمكانه أن يقترح أو يطلب هذا المطلب من جلالة الملك المفدى ورؤساء وزرائه المتعاقبين على المسؤولية.
علينا جميعاً أن نعي وندرك أن القيادة الهاشمية الغَرَّاء والحكومات المتعاقبة لا يستطيعون أن يعزلوا أردننا العزيز عن الدول العربية المحيطه به ولا عن دول الإقليم ولا عن الدول في العالم التي بيننا وبينها تمثيل دبلوماسي وعلاقات وإتفاقيات دولية. وعلينا أيضاً أفراداً وجماعات أن لا نُقْحِم أنفسنا في أمور ليست من إختصاصنا ونترك السياسة لأهل السياسة، ولكن بنفس الوقت لا أحد يمنعنا من أن نُسْدِي النصيحة ونُوْصِل صوتنا بشكل حضاري لجلالة الملك المفدى ورؤساء وزرائه المتعاقبين ضمن حدود الإحساس بالمسؤولية والإحترام والتقدير المتبادل لكل من يستحق الإحترام والتقدير، وبدون أن نتجاوز حدودنا وما تَكَفَّلَ به القانون من حقوق لنا ولغيرنا. الديموقراطية لا تسمح بالتجاوز على بعضنا البعض ولا أن نخلط الأوراق مع بعضها البعض لأن المسؤولية ليست سهلة وخصوصاً في الظروف والتحديات القاهرة على كل المستويات التي مر ويمر بها أردننا العزيز في المنطقة والإقليم والعالم أجمع.
لقد سمعنا الكثير الكثير من التنظير والشعارات والوعود من قبل بعض الأشخاص المحترمين في أردننا العزيز ولكن عندما إستلموا المسؤولية ذهب كل ذلك أدراج الرياح. لأنهم عندما إستملوا المسؤولية صُدِمُوا بحقائق وأمور إقليمية وعالمية ... إلخ لم يأخذوها بالحسبان. نعم الشعب عانى ويعاني من الظروف الإقتصادية والمالية الخانقة، ولكن للأمانة والصدق إذا ما قارنا أنفسنا بما مر به غيرنا من شعوب الدول المحيطة، نحن والحمد الله بخير من الله. وهذا لا يعني أن لا نضع أيدينا بأيدي بعض وبيد جلالة الملك المفدى ويد رئيس الوزراء الحالي وفريق عمله الوزاري وأيدي جميع المسؤولين الشرفاء في وطننا العزيز ونعمل جاهدين على مكافحة الفساد والفاسدين وعلى تحسين أوضاعنا الإقتصادية والمالية للأفضل. قال تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران: 103)). وعلينا أن لا نختار ممثلين للشعب في البرلمان ممن لا يستطيعون أن يديروا أمور أنفسهم أو عائلاتهم، ونتوقع منهم أن يتخذوا قرارات مفصلية وحاسمة للشعب أجمع في البرلمان. فعلينا أن نخاف الله في أصواتنا التي نُدْلِي بها حتى لا نوجه اللوم فيما بعد لجلالة الملك ورؤساء الوزراء والمسؤولين. فلنكن عناصر بناءة وليست منظرة فقط.