الرئيسية مقالات واراء
كتب أحمد حمد الحسبان جميل أن يتم تدوير المواقع داخل الدائرة الحكومية الواحدة بين الحين والآخر، بما يكسب الموظفين مهارات في مختلف التخصصات والأقسام، وبما يعطي الموظف الحافز للتكيف مع كل موقع داخل الدائرة.
الأربعاء، ٢٨ أغسطس / آب ٢٠١٩
جميل أن يتم تدوير المواقع داخل الدائرة الحكومية الواحدة بين الحين والآخر، بما يكسب الموظفين مهارات في مختلف التخصصات والأقسام، وبما يعطي الموظف الحافز للتكيف مع كل موقع داخل الدائرة. والأجمل أن يتم ذلك وفقا لأسس وضوابط مؤسسية
وفي بعد إداري هناك من يرى أن القيادة العليا لأية مؤسسة يجب أن لا تبقى في موقعها لفترة تزيد عن 3 ـ 4 سنوات. حيث تكون قد استنزفت كل إمكانات التطوير والتحديث في نفس الموقع، لكنها قد تكون قادرة على الإبداع في موقع آخر
هنا، يبدو أننا نسير باتجاه معاكس لتلك الفرضية، فرأس الدائرة يبقى في موقعه إلى ما شاء الله، بينما موظفون عاديون تشملهم تشكيلات يراها البعض غير مفهومة، إلا من زاوية «تصفية الحسابات» في أحيان كثيرة
يتردد في هذا السياق، أن مواسم التشكيلات الإدارية من نقل وتقاعد ترتفع وتيرتها مع مواسم التعديلات والتغييرات الوزارية، وبخاصة الوزارات كثيرة التغيير، ويمكن تصنيف تفاصيلها ضمن إطار «المضحك المبكي»، حيث تخضع كل حكومة إلى أكثر من تعديل، يخرج بموجبها وزراء، لا أحد يعلم لماذا خرجوا، ويأتي من خلالها أشخاص لا تعلم لماذا أتوا
وفي رصد للسلوك المتكرر، يبدأ الوزير القادم بالتعديل في قراراته بإجراء تنقلات إدارية، قد تكون واسعة، وتشمل غالبية المديرين، والمستشارين في وجبتها الأولى، وصولا إلى رؤساء الأقسام. وقد تكون محدودة في بداياتها لتشمل مكتب الوزير ومن لهم علاقة مباشرة بالعمل معه، وتكون عين الوزير متجهة إلى الأمين العام، راصدا كل تصرفاته، ومدققا في مدى ولائه له، وباحثا عن شخص آخر يمكن أن يكون بديلا له في أي وقت
وتختلف حدة تعاطي الوزير مع هذا الملف بين ما إذا كان عائدا إلى نفس الوزارة، أو إذا كان قادما لها للمرة الأولى. وبين ما إذا كان وزيرا سابقا أو تولى المنصب للمرة الأولى
فعندما يكون وزيرا للمرة الأولى يتصرف بقدر من الحذر، ويركز بداية على تغيير فريق مكتبه، بحجة رغبته في إحضار فريق قادر على فهم توجهاته
وعندما يكون عائدا للوزارة مرة أخرى أو أكثر، فقد تأخذ إجراءاته شكل تصفية الحسابات مع بعض موظفي الوزارة، بحجة أن البعض منهم لم يبد تعاطفا معه عندما تم تغييره، ومنهم من نقل عنه بعض عبارات «النميمة والغيبة»، أو النقد. ومنهم من كانت تهمته غير المعلنة، إبداء «شماتة» به عندما حمل أغراضه مغادرا الوزارة
وأحيانا تترجم كل تلك الأحاسيس على شكل وجبات إحالات على التقاعد طالت «غير المرضي عنهم». وهي إجراءات يحس متابعوها أنها ذات بعد شخصي، والدليل أن بعضها شملت أشخاصا ما زالوا في بداية الطريق، وسبق أن كوفئوا بسبب تميزهم
فهل من سبيل إلى «مأسسة» هذا الملف؟