الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
عهود محسن - تصاعدت حدة الإنتكاسات التي تعانيها وزارة التربية والتعليم لدرجة يصعب معها القبول بالوضع الراهن، فالأمور تتجه نحو الإنحدار اللاعقلاني في بنية الوزارة والخدمات التعليمية المقدمة للطلبة.
أشبعتنا الوزارة وكوادرها المختلفة تطمينات عن مستوى الإستعدادات لاستقبال العام الدراسي وتخطت حدود المعقول في طمأنتها للأردنين فوصفتها بأنها تضاهي مدارس أوروبا ليتفاجأ الطلبة وذويهم بنوعية المستويات التعليمية المقدمة وعدم مقدرتها على التنافس حتى مع ذاتها.
ضحكت من قلبي حين رأيت الطلبة المجهزين لاستقبال الملك صبيحة الأحد في كلية الحسين وتمنيت لو أن هؤولاء الطلبة الأنيقين ذوي البشرة النضرة والهندام صورة عامة لأبنائنا في المدارس الحكومية وأن باحة المدرسة وترتيبها يكون أيضاً مثال للمدارس الأردنية بعيداً عن مدرسة المنسف ونهاوند وغيرها من المدارس التي أنهكها الإكتظاظ وضعف الخدمات ونقص المعلمين والأدوات التعليمية.
وددت لو كان بإمكاني الحديث للملك وتوجيه رسالة مفتوحة لجلالته حول التعليم في بلدنا لقلت له: سيدي مدارسنا مش مثل ما ما ورجوك و حكولك وولادنا مثل علبة السردين كل ٥٠- ٦٠ بصف والبنية التحتية متهالكة والأستاذة والمعلمات في حال يرثى له ومثل خبز الشعير ماكول مذموم.
ومش بس هيك ترى يا سيدي الواسطة والمحسوبية والشللية مستشرية بجسم الوزارة وتعدت الخطوط الحمراء حتى وصلت للجان التربية ومديرياتها واختلط الحابل بالنابل فلم يعد المرء يعرف الصالح من الطالح لغياب المؤسسية وانعدام الشفافية في الوزارة.
علاوات وبدلات وتنفيعات لموظفي الوزارة على حساب معلمي الميدان وانتقاص لحقوقهم وشيطنة لحراكهم ومطالبهم بشتى الطرق الممكنة مع تناسي مشروعيتها وأحقيتهم بها خوفا على مصالح جوقة المتنفعين فيها.
سيدي لو سمح لي بالحديث إليك لأخبرتك أن الأمور لا تسير في طريقها الصحيح وأن الرقابة على المدارس الخاصة معدومة فباتت تشارك الحكومة في الجباية تحت غطاء تقديم تعليم أفضل من ذلك الذي تقدمة وزارة التربية في مدارسها ليكون المواطن الغلبان ضحية للإهمال وانعدام المسؤولية من جهة والإستغلال من جهة أخرى.
سيدي أبو حسين ليس هناك ما يبشر بخير عن مستقبل أبنائك أبناء الأردن فحتى منحتك الملكية للموهوبين والمتمييزين تم التحايل عليها وأزكمت رائحة التلاعب بها وإفسادها الأنوف فالواسطة والمحسوبية والشللية تتسيدان المشهد تحت مسمى الأسس والقوانين.
سيدي ليس هذا وحسب القائمة طويلة ولا تكفي كلماتي هنا لسردها فالقصة معقدة لدرجة غير معقولة فوزارة التربية بصفتها ممثلاً للحكومة في إدارة الملف التربوي تحاول هدم البنيان التعليمي بتغولها على مطالب المعلمين حجر الأساس والركن المتين للعملية التعليمية وتفاوض النقابة على علاوة ٥٠% التي تم الإتفاق عليها منذ سنة ونيف متناسية أن أول كلمة بدأ بها القرآن الكريم كانت إقرأ ومن سيعلمنا القراءة هو المعلم ومن سيبني الوطن هو المعلم.
لا أدري يا سيدي ماذا يقولون لك وماذا يخبرونك عنا فهل صحيح أننا غادرنا الجوفة والنزهة وعراق الامير وحسبان وقريقرة وغور الصافي وهاشمية الزرقاء والرمثا والعين البيضاء وام جوزة وعيرا ويرقا وسحاب ووادي عربة وانتقلنا للعيش في أوروبا؟ ام لعل القائمين على وزاة التربية غطوا في سبات عميق وعاشوا أمنياتنا في أحلامهم وحدثوك عنها عندما استيقظوا !.