الرئيسية كواليس
أحداث اليوم -
أحمد الملكاوي - "لو خلونا بالسودان ونموت هناك أحسن ما قبلونا" حالة عامة تسيطر على طلبة الطب الأردنيين العائدين من السودان وفقاً للطالب ليث العياصرة.
العياصرة تحدث ل"أحداث اليوم" قائلاً، الأزمة السودانية أثرت على الواقع الأمنيّ في أقاليم البلاد والمدن المختلفة خاصة بعد إعلان المجلس العسكري حالة الطوارئ ووقف العمل بالدستور بعد إقالة الرئيس السوداني عمر البشير، مما دفع مجموعة من الطلبة الاردنيين الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة في جامعات السودان للعودة إلى للأردن ولو لفترة مؤقتة حتى تهدأ الأوضاع الأمنية.
ويستدرك بأنّ مجموعة من الطلبة فضلوا البقاء في السودان بعد وصولهم السنتين الخامسة والسادسة في كليات الطب لإنهاء متطلبات التخرج دون العودة إلى مستوى سنة واحدة في حال الإخفاق بامتحان المستوى، علماً بأن عدد الطلبة الأردنيين المتضررين من الأزمة السودانية بلغ 445 طالباً وطالبة سحب معظمهم أوراقهمن جامعات السودان بعد وعود وزارة التعليم العالي بقبولهم في الجامعات الأردنية شريطة إجراء امتحان مستوى يحدد السنوات الدراسية التي وصلها الطلبة في دراسة الطب.
العياصرة يؤكد تواصل الاعتصامات منذ سبعة أشهر بشكل متقطع بتنظيم من حملة جمعت عشرات العائدين من السودان ، ليصدر القرار أخيراً من مجلس التعليم العالي في أيار الماضي بقبولهم في الجامعات الأردنية لافتاً إلى أنة وبعد نحو 20 اعتصاماً أمام مبنى وزارة التعليم العالي طلب الوزير وليد المعاني الحديث لطالبين اثنين منهم والذي بشرهم فيه بقرار قبولهم في الجامعات الأردنية.
ورغم توصية مجلس التعليم العالي إلى مجالس أمناء الجامعات بخفض رسوم الطلبة العائدين من السودان إلى نصف رسوم البرنامج الموازي لم تلتزم الجامعات بهذه التوصية دون النظر إلى معايير وضع الطلبة الاقتصادي والأكاديمي حين ربطت بعض الجامعات السوادنية على الطلبة انسحابهم بحظر العودة إلى مقاعدها بشكل قطعي وغير ذلك فعلى الطالب الأردني دفع رسوم عام دراسي للجامعة.
ويكمل حديثة بالقول إن مجالس أمناء الجامعات اشترطت عند قبولها للطلبة دفع تكلفة البرنامج الموازي إضافة إلى "منّية" رغم أنّ أعداد الطلبة المقررين بقاءهم في الجامعات الأردنية لا يتجاوز 200 طالب من أصل 445 منهم من قرر العودة للسودان ومنهم فضّل السفر غلى دور آسيوية.
ويستغرب العياصرة ازدواجية المعايير في التعامل مع الطلبة الأردنيين حيث أنّ الطلبة الأردنيين الذين عادوا من اليمن وسوريا وغيرها من الدول التي شهدت أزمات أمنية وحروباً تم قبولهم في الجامعات الأردنية على برنامج التنافس العادي.
من جانبها تقول عضو لجنة التعليم النيابية هدى العتوم إنّها تواصلت عدة مرات مع جهات الوزارة بعد توصية التعليم العالي بتخفيض رسوم الموازي للطلبة العائدين من السودان إلا أن الأمر لم يلقا بالاً لديهم.
وتضيف العتوم لـ"أحداث اليوم" أن حجة الجامعات تقوم على وجود ظلم بحق طلبة لم تتسن لهم دراسة الطب في الجامعات الأردنية رغم حصولهم على معدلات عالية في الثانوية العامة وباتوا طلبة في كليات أخرى كالصيدلة والهندسة على سبيل المثال, مقارنة مع الطلبة القادمين من السودان التي ربما لا تتجاوز معدلاتهم الـ90% في الثانوية.
وتبين أنّ المشكلة في المؤسسات الأردنية عدم تقدير الأزمة والتعامل معها كالقضايا الطبيعية, مشيرة أنّ بعض رؤساء الجامعات حاولوا تطبيق التوصية من خلال إقناع مجالس الامناء التي رفضت العمل بها.
وتشير العتوم أنّ الحل لدى التعليم العالي بخلق تشريعات تتيح وضع ضوابط للجامعات حتى توازي بعضها دون العودة إلى مجالس الأمناء بسبب وجود تفاوت بين الجامعات في القبول والرسوم والأطر العامة للتعليم والتي تشعر الأهالي بالغبن.
وتنوه في الوقت ذاته إلى وجوب استقلالية الجامعات في إداراتها وقرارتها دون خلق اختلاف كبير بين الطلبة والأسس في القبول والخطط ملفتة أن مشكلة الحكومة والمؤسسات عدم القدرة على التعامل مع الأزمات في نفس الوقت.
من جهته يؤكد الناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي مهند الخطيب أنّ قضية تخفيض رسوم الطلبة الأردنيين القادمين من السوادن ليست إلزامية على الجامعات.
ويضيف لـ"أحداث اليوم" أن كتاب مجلس التعليم العالي ليس قرارأً بتخفيض الرسوم وإنما توصية لمجالس أمناء الجامعات الأردنية والتي يعود لها القرار في نهاية المطاف.
ويبين أنّ الطلبة المبتعثين في السودان من قبل الوزارة سجلوا في الجامعات الأردنية على حساب البرنامج العادي (التنافس) بموجب قرار الوزارة بقبول الطلبة في حين يسجل الطلبة الآخرون على حساب الموازي مشيراً أنّ قرار تخفيض الرسوم إلى نصف الموازي هو من حق مجالس الأمناء ولا علاقة للوزارة فيه.
ويعلق الخطيب على أنظمة الجامعات السودانية بأنّ مجلس التعليم العالي الأردني ليس مسؤولاً عن الجامعات السودانية وقرارتها مبيناً أن الوزارة عالجت القضية ومشكلة الطلبة بقبولهم.