الرئيسية مقالات واراء
ذهبت في رحلة مع أبنائي إلى حديقة الحيوانات في اليادودة و بدأنا بجولة سريعة لنتفحص المكان.
مجموعة أرانب و ما أكثرها في بلدي تقفز من مكان لآخر، طيور داجنة رضيت بلقمة العيش و صابرة على بلاوي الحديقة، كم صقر تم نتف ريشة فلم أميز بينه و بين ديك كان جالسا يسبل عيونه لدجاج الحي، ببغاء يعيد كلام اسيادة و من يلقنونه فن الكلام و تشلاب و حمير جاهزة للعواء و النهيق غب الطلب. .
قلت لأولادي تعالوا لعرين الأسد لقد مللنا كل شيء داجن في حياتنا، اشتقنا للقوة و الكرامة و العنفوان.
ذهبنا للقاء أسد اليادودة و كانت بالنسبة لي صفعة على هامة الرجولة، طفل صغير جدا يدخل يده في فم الأسد ليطعمة حبة شيبس آخرون يقذفونه بالبندورة و يستقبلها بكل صدر رحب و يأكلها كما تاكل القطط بقايا الطعام، للوهلة الأولى لم أصدق ماذا يجري و هل فعلا هذا أسد ؟ هل هذا ما كنا نرتعد حين نرى زئيرة في أفلام الصيد حين ينقض على اي فريسة تضل الطريق إلى اسنانة الماضية. ؟
أسد اليادودة بدا بائسا مستسلما، نحيفا هزيلا ضعيفا مستكينا، أسد اليادودة حين دخل الحديقة كان في قمة تالقه و شبابه لكن بعدما فقد الأمل في أن يبقى اسدا هددوه بان لا يعلى صوته و زئيره و تارة منعوا عنه الاكل و حين جاع أخطأ و قبل بكسرة خبز ظانا منه أن لقمة العيش اهم من الكرامة فصار بعدها يقبل باكياس الشيبس و برارة الاكل و بسكوت دون راحة و اصبح ثمنه بخسا و سعره معروفا.
رجعت مع الاولاد و في الطريق نبهني ابني ان صحفيا ما يهاجمك دون سبب فقلت له دون أن اقرأ
حين يهاجمك أسد الكتروني تذكر حديقة الحيوان و لا تنس أسد اليادودة.
يا ابني
ليس كل صوت عال زئيرا و ليس كل ذي مخلب خطير.
افتح عالقدس العربي نقرأ اخر الاخبار...