الرئيسية أحداث رياضية
أحداث اليوم -
فرط المنتخب الوطني لكرة القدم بفوز ودي تاريخي على منتخب بارغواي، كان في متناول اليد، بعد أن كان “النشامى” متقدما 2-0 مع نهاية الشوط الأول للمباراة التي جرت أول من أمس على ستاد عمان، تحضيرا للتصفيات الآسيوية المزدوجة.
وبدلا من الاحتفال بذلك الفوز، جاءت أحداث الشوط الثاني مغايرة تماما، وحملت بين دقائقها خسارة قاسية بأربعة أهداف، فخرج الجمهور حزينا، ولاحت في الذهن ذات الاسئلة التي تكررت عقب مباريات سابقة، لعل أبرزها لماذا تحدث الخسارة بعدد كبير من الأهداف وفي الشوط الثاني تحديدا؟.
سيناريو متكرر
لعل “سيناريو” مباراة أول من أمس، يتشابه كثيرا من حيث السوء مع “سيناريو” المباراة الودية الأخرى، التي جرت يوم 7 حزيران (يونيو) الماضي على ستاد ترفانا في براتيسلافا، بعد أن تقدم “النشامى” بهدف على مضيفه السلوفاكي عند الدقيقة 39 بواسطة النجم موسى التعمري، لكن مرمى “النشامى” استقبل خمسة أهداف في الشوط الثاني عند الدقائق 49، 54، 70، 74، 84″، حين انهار المنتخب ورفع “الراية البيضاء” وعجز عن وقف الاهداف في مرماه.
ولا بد من التأكيد على أن منتخب بارغواي الذي يمر في مرحلة التجديد، ليس من خيرة منتخبات أميركا الجنوبية، لكنه منتخب جيد ويتجاوز “النشامى” بالتصنيف الدولي نحو 60 مركزا “بارغواي في المركز 39 والأردن 99 عالميا”، ويسجل له حضوره الايجابي في “كوبا أميركا 2019″، حين تعادل مع قطر 2-2 والأرجنتين 1-1 وخسر أمام كولومبيا 0-1 وأمام البرازيل بفارق ركلات الترجيح 3-4 بعد التعادل 0-0.
وفي هذه المباراة قدم المنتخب الوطني شوطا أولا مميزا، وفرض أسلوب لعبه وتوازن في الجانبين الهجومي والدفاعي، وتمتع بانضباط تكتيكي ملموس، واستغل جيدا سلاح الهجمات المرتدة والسرعة والمهارة الفردية التي يتمتع بها كل من موسى التعمري وياسين البخيت، فسجلا هدفين في آخر ثلاث دقائق من زمن الشوط الأول، بعد أن تمكن كل منهما من الوصول الى منطقة الجزاء والتخلص من ثلاثة لاعبين منافسين قبل إيداع الكرة في المرمى.
فريق الشوط الواحد
لكن “النشامى” ومن دون أسباب واضحة وعلاج لأخطاء سابقة، يقع ضحية لوصف “فريق الشوط الواحد”، فلا يقدم “النشامى” ذات الاداء في الشوط الثاني، فتتراجع اللياقة البدنية ويغيب التركيز الذهني والارادة، وتحل الفوضى والارتباك مكان الانضباط ويحدث الانهيار على مرأى من المدير الفني فيتال بوركليمانز، الذي يعجز عن التعاطي السليم مع “شوط المدربين”، ويجري تبديلات متأخرة لا تؤتي ثمارها لأنها تحدث بعد فوات الاوان.
ومن الغريب أن تتكرر الأخطاء الدفاعية ويتحول المنتخب من فريق منظم الى آخر يعاني من العشوائية في كل شيء، ولا يعقل أن تسجل ثلاثة أهداف “نسخة طبق الأصل” في غضون 20 دقيقة فقط، بل إن اثنين منها سجلا خلال دقيقتين، حيث تشابه “السيناريو” من خلال كرة عرضية ترفع من “ميسرة النشامى”، فتجد اوسكار في المرة الأولى يسجلها برأسه من دون مضايقة، ويكرر كل من ميغول واليخاندرو ذات المشهد وبرأسيتين بعد عرضيتين من ذات الجهة عند الدقيقتين 74 و76، بينما اختتم الأخير مهرجان الاهداف عند الدقيقة 89 مستثمرا الكرة المرتدة من الحارس عامر شفيع.
اتفاق مع فيتال ولكن…
في تعليقه على الخسارة، يؤكد المدرب فيتال ان المنتخب قدم اداء مثاليا في الشوط الاول وسط انضباط تكتيكي لافت، على الرغم من ارهاق الفريق ورحلة السفر الطويلة من تايبيه الى عمان قبل ثلاثة ايام.
واضاف: ارتكبنا بعض الاخطاء في الشوط الثاني على مستوى الاسناد الدفاعي عبر الاطراف، الامر الذي استغله المنافس الذي ظهر بمستوى عال للغاية.. هو درس جيد للفريق في المستقبل، وعلينا ان نلعب بتركيز طوال اللقاء وليس لمدة 45 دقيقة فقط.
إذن يتفق فيتال مع وجهة النظر الذي تقول بأن المنتخب الوطني يلعب 45 دقيقة فقط، لكنه لم يوضح سبب ذلك، ويفترض أن يكون الجواب عنده.
بالنظر الى التشكيلة فإن “النشامى” ما يزال يركز على مجموعة كبيرة من اللاعبين أصحاب الخبرة، مع وجود عدد أقل من اللاعبين الشباب أو متوسطي الخبرة، ومن الملاحظ أن هناك عجز عن تقنين الجهد على مدار شوطي المباراة، وأن عددا لا بأس به من اللاعبين غير قادرين على اللعب بذات الكفاءة لأكتر من 60 دقيقة، ما يجعل موضوع اللياقة البدنية من أهم التحديات التي تواجه “النشامى” في المباريات، إلى جانب عدم وجود مبررات لغياب التركيز الذهني والانضباط التكتيكي في الشوط الثاني، والتأخر في معالجة الثغرات وإجراء التغييرات السليمة من حيث الزمان والمكان المناسبين.
القادم مهم
المنتخب الوطني سيعاود تدريباته الاسبوع المقبل، تأهبا لاستئناف التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، بعد أن يواجه سنغافورة وديا يوم 5 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، قبل استضافة الكويت ونيبال على التوالي يومي 10 و15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
“النشامى” وضع في رصيده 3 نقاط بعد أن فاز على مضيفه الصين تايبيه 2-1، وهو يدرك جيدا أن المنافسة على زعامة المجموعة الثانية التي تضم أيضا استراليا والكويت ونيبال والصين تايبيه، ستكون حامية الوطيس وربما يكون “الكنغر الاسترالي” الأقرب لنيل المركز الأول” حيث وضع أول 3 نقاط في رصيده بعد فوزه على مستضيفه الكويتي 3-0، ما يجعل المنافسة شديدة على البطاقات التي تؤهل أفضل 4 أو 5 منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات الثماني، ويعني بالضرورة أن الصراع على المركز الثاني في المجموعة الثانية سيكون على أشده بين “النشامى” والكويت، من دون التقليل من شأن منتخبي نيبال “3 نقاط” والصين تايبيه “0”.
لا للتفريط بالنقاط
لذلك يحتاج “النشامى” إلى 12 نقطة كاملة من مواجهاته الأربع مع منتخبي الصين تايبيه ونيبال، كما يحتاج إلى أكبر قدر ممكن من النقاط من مواجهتيه مع المنتخب الكويتي، ولذلك من الضروري جدا الفوز على المنتخب الكويتي في اللقاء المقبل يوم 10 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في عمان، وعدم الوقوع في نفس الخطأ الذي حدث مع منتخب قيرغزستان في التصفيات المزدوجة الماضية، حين فقد “النشامى” 5 نقاط في مواجهتي قيرغزستان بعد تعادل سلبي في عمان وخسارة بهدف هناك، ما تسبب في عدم تأهل المنتخب الوطني الى المرحلة التالية من تصفيات المونديال وعدم التأهل مباشرة الى النهائيات الآسيوية، ولو جمع المنتخب 12 نقطة من مواجهات نيبال وتايبيه و5 نقاط على الأقل من مواجهتي الكويت فإن 17 نقطة في رصيده قد تمكنه من التأهل كأحد أفضل 4 أو 5 منتخبات تحتل المركز الثاني، لأن المنتخب القطري الذي يشارك في التصفيات هو أول المتأهلين لكأس العالم باعتباره مستضيف مونديال 2022، علما أن المشاركات السابقة لاسيما في عمان أو خارج استراليا، منحت الأفضلية لـ “النشامى” على حساب نظيره الاسترالي، وبالتالي يمكن أن يكون رصيد “النشامى” اذا حقق الفوز أيضا في إحدى مباراتيه أمام استراليا.
غياب الجماهير
وثمة ملاحظة أخرى ذات أهمية تتعلق بالجماهير، التي يفترض أن تكون اللاعب “الثاني عشر”، فالملاحظ في مباراة أول من أمس أن نصف مدرجات ستاد عمان كانت فارغة، رغم أن الدخول كان مجانيا في الدرجة الثانية، كما أن تشجيع المنتخب ظهر ضعيفا وغير متجانس الا في حدود معينة، كما طغت النادوية أحيانا وهذا أمر يجب أن يتم تجاوزه لاحقا، فلا صوت يعلو فوق صوت المنتخب الوطني، الذي يضم نجوما من مختلف الأندية يمثلون الوطن ويسعون الى رفع رايته.
(الغد)