الرئيسية مقالات واراء
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا أحكم على الرجل حتى إذا جلس (أخذ مكانه بين الناس في المجلس) وتحدث (هل تكلم إذا طلب منه الكلام وكيف تكلم) هل تعرف أولاً على من حوله في المجلس؟ وهل عنده خبرة فيما سئل أن يتكلم فيه؟ وهل كان موزوناً في حديثه في إنتقائه للكلمات وإبداء الرأي وكان في كلامه مختصراً مفيداً؟. ومن الخطأ الكبير أن نحكم على الأشخاص من أشكالهم ومظاهرهم الخارجية دون أن نتحقق من جوهرهم. كما قال تعالى ( إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (المنافقون: 4)). وَعَنْ أبي هُريْرة عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ صخْر قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ،رواه مسلم. فهناك عدد من الناس حالفهم الحظ بطريقة أو أخرى وإستلموا منصب أو أكثر من منصب في الدولة وأكلوا كما يقال في عقول الناس حلاوة وهم يحدثونهم عن بطولاتهم وعن قلة حياءهم في التعامل مع من كانوا مسؤولين عنهم ووقحاتهم في رواية بعض النكات الساقطة أو التي لا تليق بمسؤول روايتها ... إلخ. والمصيبة الكبرى أن من يسمعون لهم ينقلون عنهم ما قالوا لأشخاص آخرين فهم الذين يصنعون من اولئك أبطال ومشاهير في المجتمع.
وكما قيل سابقاً الشعوب الضعيفة وقليلي العقول هم الذين يصنعون فراعنة العصر من الجبناء والأنذال والذين لا يساوون في وزنهم قشرة بصلة. فهناك عدد ممن تولوا المسؤولية في وطننا العزيز والحبيب على قلوبنا ممن تحالف معهم شياطين الإنس قبل الجن واوصلوهم للمسؤولين الكبار وحصلوا على مناصب ليسوا أهلاً لها. وبعد ذلك إستغلوا المصفقين والمزمرين من أفراد الشعب الضعاف وإشتروهم ببعض الوظائف والدراهم والمناسف ليقوموا بالتصفيق والتزمير والرقص لهم في أي مناسبة يتكلمون فيها أو يكون لهم وجود ليصنعوا منهم أشخاص لهم أهمية وهم بالحقيقة لا شكل ولا محضر. علاوة على أن تاريخهم معروف منذ حداثة أظافرهم ومعروفين من أين هم ومن هم أولياء أمورهم ومن هم أجدادهم. فكيف نتوقع من هؤلاء الناس أن يحافظوا على مقدرات الوطن وأن لا يمدوا أيديهم إلى المال العام. نعلم أن كثيراً منهم كانوا لا يملكون ما يشترون ملابس ليقوا أنفسهم برد الشتاء وكانوا يتنقلون بالمواصلات العامة. وأصبح معهم ملايين ومن أصحاب الشركات والمؤسسات والأموال وبنوا قصوراً وعندهم أسطول من السيارات ... إلخ. من أين هذا كله؟
لما تقدم نطالب أفراد الشعب الأردني أن يأخذوا حذرهم ممن ينقلون على ألسنة بعض هؤلاء الذين حالفهم شياطين الإنس والجن وحصلوا على بعض المناصب في الدولة وهم جذورهم سطحية وليست عميقة. لأنهم سيبقوا يتحينون الفرص للنهب من المال العام في أي فرصة يحصلون على أي منصب في الدولة من جديد. ولا نأمل منهم خيراً أبداً لأن فاقد الشيء وهوطفل لا يعطيه لأحد وهو كبير ويبقى المال همه الوحيد ويبقى يخاف من أن يعود فقيراً كما كان وهو طفل أو صغير. فعلينا كشعب أردني يطالب في الإصلاح ومعاقبة الفاسدين أن لا نحضر أي إجتماع يكون فيه أي مما ذكرنا متحدث فيه. فلندعهم يتكلمون ويسمعون لأنفسهم وإذا أتيحت الفرصة لكم لمصارحتهم أن تطالبوهم بإعادة ما سرقوه من أموال الشعب إلى خزينة الدولة حتى تسدد الدولة ما عليها من عجز في المليارات. لأنهم هم وأمثالهم من جعل عجز ميزانية أردننا الحبيب تتراكم وتزيد سنة بعد سنة وخصوصا من تسلموا أكثر من منصب خلال السنوات الماضية.