خلق الله الكون في ستة أيام ثم إستوى على العرش وكان عرشه على الماء (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (هود: 7)).

وأن عدة الشهور عند الله هي (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة: 36)).

جزيئات الماء تتحرك ولهذا فإن مياه الأنهار والبحار والمحيطات تتحرك بإستمرار، وكذلك الوقت مستمر في الحركة ولا يتوقف.

ولا أحد يستطيع أن يرجع عقارب الزمن إلى الخلف أبداً قطعياً فكل يوم يكون فيه فجر وظهر وعصر ومغرب وعشاء وليل وهكذا. وكل أسبوع يبدأ بيوم وينتهي بيوم ثم يتكرر وكذلك كل شهر يبدأ بيوم وينتهي بيوم وكذلك أشهر السنة وكذلك السنين ولهذا السبب الآن أصبحنا في عام 2019 ميلادي وعام 1441 هجري وهكذا.

كما نعلم أن عمر الإنسان يبدأ بثوانٍ ودقائقٍ وساعات ثم أيام وسنين وهكذا وعداد عمر أي مخلوق لا يتوقف إلا عندما يتوفاه الله ويتوقف عن الحياة في الحياة الدنيا.

وهكذا كل شيء خلقه الله في كونه يتحرك كما يتحرك في داخل الذرة النيترونات والبروتونات وغيرها وكذلك الكواكب والنجوم والقمر والشمس ... إلخ من مخلوقات الله (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس: 40)).

وكما قلنا ليس هناك شيء في هذا الكون إلا ويتحرك بطريقته الخاصة لأن في الحركة إنتاج للطاقة وبالتالي للحياة ولولا الحركة لما كان هناك حياة لأي مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

ونجد أن الله خلق لكل مخلوق من مخلوقاته قلب أو ربما أكثر من قلب مثل البعوضة لها أربعة قلوب على بساطتها وهذه القلوب دائمة النبض والحركة والتي هي منبع الطاقة التي تعطي القوة والحركة للمخلوق (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا(الفرقان: 2)).

لقد خلق الله فأبدع في خلقه ومن عجائب خلق الله عظمة خلقة في المخلوقات فخلق الطيور بأنواعها المختلفة ومواصفاتها من ناحية القوة والجمال والضخامة والصغر ... إلخ من مخلوقات الجو والبر، ومخلوقات المياه والأنهار والبحار والمحيطات، وكذلك مخلوقات البر والبحر معاً مما يستطيع الإنسان مشاهدته في العين المجردة.

وهناك عجائب خلق الله من أدق وأصغر ما خلق من مخلوقاته وهي الفيروسات وغيرها مما لاترى بالعين المجردة فسبحان الله أحسن الخالقين والكل يتحرك. وربما هناك مخلوقات خلقها الله في هذا الكون لا يعلمها أحد من بني آدم حتى هذا اليوم (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (الشورى: 29)).

فالذي يقول أنه يريد أن يوقف أي عمل لا يستطيع ذلك مهما كان لديه من قوة وقدرات لأن أمر الله نافذ وهو سنته في خلقه أن كل شيء متحرك ولا يتوقف متحرك أو يسكن أو يتحرك ساكن إلا بأمره.

فعملية التعليم عند الإنسان لا تتوقف حتى لو كان هناك إضراب عن التدريس فعملية التعليم مستمرة ولا تتوقف لأن مدرسة الحياة فتحت أبوابها منذ أن أنزل الله آدم وزوجه على الأرض ولا ولم ولن تغلق أبوابها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها وبأمره (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان: 30)).

وأنا متأكد أن أولياء أمور الطلبة في كل مراحل التعليم يُدَرِسون أولادهم في البيوت من حرصهم على مصلحتهم علاوة على أن المدرسون الخصوصيون مستمرون في تدريس طلبةأ الثانوية العامة وغيرها سواء أكانت المدارس فاتحة أبوابها أم لا. ونسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة لكل من يخاف الله.

[22-09-2019 01:26 PM]