الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن - ما بين أزمة المعلمين والحكومة وتعالي أصوات مختلف القطاعات المهنية الأخرى داخل جسم الدولة للمطالبة بحقوقهم والرفع من سوية ظروفهم المعيشية التي أصبحت تشكل نقطة التقاء بينهم جميعاً على اختلاف وجهات نظرهم تجاة الحكومة ومواقفها وحتى شخوصها لا بد لنا من التأكيد على أن الأمور " لا تسر عدواً ولا صديق".
أرقام صندوق المعونة الوطنية تشير إلى أن حد الفقر للفرد في الأردن 100 دينار شهرياً، بمعنى أن أسرة مكونة من 7 أشخاص معدل الفقر لديها شهرياً 700 دينار، في وقت أشارت إحصائية سابقة إلى أن معدل الفقر للفرد في 2010 كان 67 ديناراً، وهو ما يظهر بشكل جلي تراجع القدرة على العيش الكريم للمواطن والإنكفاء على الذات والتقوقع تحت بساط الفقر والجوع.
السياسات الحكومية المتجهه نحو ما أسماه رئيس الوزراء عمر الرزاز "الاعتماد على الذات" تؤكد لمن يتابع الأحوال الإقتصادية للقطاعات المختلفة والمواطنين على حد السواء تفاقم حجم البطالة وتراجع القدرات الشرائية للمواطنين وارتفاع التضخم وتزايد هروب المستثمرين واضمحلال القطاع الخاص بسبب زيادة التكلفة التشغيلية والضرائب.
الأوضاع الإقتصادية باتت مدعاة للسخرية المؤلمة فنسبة الفقر المطلق (الغذائي وغير الغذائي) في الأردن ارتفعت لتصل إلى 15.7%، فيما قدرت إحصائيات حكومية في 2019 عدد الفقراء في الأردن بنحو مليون و100 ألف مواطن، كما ارتفعت مديونية الأفراد في الأردن لدى البنوك والمؤسسات المالية غير المصرفية من 10.4 مليار دينار عام 2017 إلى 10.8 مليار دينار في نهاية عام 2018.
في ضوء الأرقام السابقة وما يدور في أذهان المواطنين وخلف الأبواب المغلقة وفي الكواليس ليس من المستغرب نجاح إضراب معلمي المدارس الحكومية الذي وصل لأول مرة في تاريخ البلاد 100% على مدى الأسبوعين السابقين وبداية الأسبوع الثالث وسط تأييد واسع من مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية وحتى العشائرية ليس حباً للمعلمين أو بقناعة ربما بمطالبهم ولكن رفضاً للممارسات الحكومية والسياسات غير المقنعة التي تنتهجها خصوصاً في الشق الاقتصادي.
يمكنني القول بعد النظر بعين المواطن والخبير أن حكومة الرزاز نجحت وبكل اقتدار في كسب لقب حكومة التأزيم الأولى في تاريخ الحكومات الأردنية، فعلى الرغم من حالة الشلل التي يعانيها قطاع التعليم الحكومي والتململ والترقب اللذان تعيشهما القطاعات الأخرى لا تزال الحكومة مصرة على ذات النهج في الخطاب مغفلة الدعوات للنزول للشارع والاستماع للمواطن المنهك الذي بات يشد الصخر على بطنة خوفاً من الجوع.
ليت حكومتنا تستفيد من كسر الجليد وتحريك المياه الراكدة الذي بادرت إليه الناطق باسم الحكومة جمانة غنيمات بإعلانها اليوم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في دار رئاسة الوزراء عدم إغلاق أبواب الحوار مع المعلمين حين قالت "ليس هناك قطيعة بين الحكومة والمعلمين وإن جلسنا على الطاولة سنخرج بصيغة ترضي الجميع" بدلاً من التصلب بالرأي الذي بات يدخل الحكومة في الحرج ويجعل صورتها جامدة كلوح زجاج متجمد.