الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم - بعد سنوات من "حمله السلم بالعرض"، تداعب خيال الستيني مشعل المجالي الآمال بالفوز بجائزة النزاهة التي تمنحها منظمة الشفافية الدولية.المجالي المولود في بلدة الربة بالكرك في خمسينيات القرن الماضي يبني آماله على مسيرة ابتدأت بعد فصله من جامعة البلقاء التطبيقية "ظلما" بعد كشفه "زمرة من الفاسدين والمفسدين" حسب شكواه المستمرة للمسؤولين منذ أكثر من 14 عاما.
ومنذ ذلك الحين أصبح المجالي معلما بارزا في مبنى مجلس النواب، إذ تراه يتجول في أروقة المجلس متأبطا وثائق تشرح "مظلوميته".
وثائق لم تجد "فتيلا" فرغم عرضها على رؤساء ونواب خمسة مجالس نيابية، فإنّ "الأمور بقيت على حالها رغم أن بقاء الحال من المحال" ليتحول المجالي في نظر كثيرين إلى "دون كيشوت" يصرّ على محاربة طواحين الفساد برمحه الورقي.
تشبيه يسخر منه المجالي بالتأكيد أن قدره أن "يسبح ضد التيار كسمك السلمون"، ويتابع مستدركا: "في النهاية فإنّ السلمون يصل نتيجة إصراره إلى مسقط رأسه، رغم أنه يسبح ضد التيار".
سباحة ضد التيار قادت مشعل إلى "الحبس سبع مرات"، على اعتبار أنه "يحمل السلم بالعرض"، كما اتهمه مسؤولون أمنيون قبل أنّ تهب رياح الربيع في بلاد العرب، ومع هبوب رياح الربيع العربي اكتسب مشعل جراءة على جراءة، فعندما يشرع هذا الكركي المشاغب بالحديث، فإنه لا يترك مجالا أمامك إلا أنّ تطلق ساقيك للريح من ارتفاع سقف كلامه.
وإذا كان سوء حظك يمنعك من الهرب، فإنك لن تمنع نفسك من التلفت يمنة أو يسرة؛ خوفًا من "آذان الحيطان" في وقت تقسم أغلظ الأيمان ألا تنبس ببنت شفة عن شبهات فساد بحضور مشعل حتى لا يوردك المهالك.
مهالك أدت إلى فصل صحفيين من عملهم في سنوات سابقة، بعد أنّ زودهم بوثائق تتعلق بشبهات فساد عندما كان مجرد انتقاد حارس في وزارة من الخطوط الحمر.
لذلك يؤثر كثيرون الابتعاد عن تلك الوثائق؛ خوفا على أعمالهم، وهو أمر يرد عليه مشعل مداعبا بالتأكيد أنه كما تسببت وثائقه بفصل صحفيين من عملهم، فإن نفس الوثائق قادت صحفيين للسفر إلى ألمانيا.
وهي نفس الوثائق التي سلمها لرئيسي وزراء يدا بيد، إذ سارع إلى تسليم الوثائق لرئيس الوزراء عبد الله النسور في أول أيام توليه رئاسة الحكومة في أثناء قدومه إلى مجلس النواب.
وقبلها انتهز مشعل تواجد رئيس الوزراء معروف البخيت في عام 2011 في المركز الثقافي، ليقطع عليه طريقه، ويقدم له هذه الوثائق.
ورغم توالي خيبات أمل مشعل المتتالية، فإنّ اليأس لم يتسرب إلى قلبه، فهو ما يزال حاملا للسلم بالعرض على أمل أن تتنهي قصته كما يريد.
تُرى: هل كنا سنحتاج إلى لجنة لتقييم تجربة التخاصية، لو كان لدينا أكثر من "مشعل" يحمل السلم بالعرض؟
نبيل حمران