الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    من أجل الأردن .. إلى أين نحن ذاهبون

    نايف القاضي - لقد أدرك الأردنيون منذ قيام الدولة الأردنية في هذا الفضاء القومي والإقليمي قيمة ومكانة ودور الأردن في المنطقة وفي العالم... ومن أجل ذلك فقد توجه أبناء الأردن إلى الجيش للدفاع عن الوطن ضباطاً وجنوداً وقادة عظاما وإلى قطاع التعليم معلمين وطلاباً نجباء ذكوراً وإناثا وكان للأردن جيشان موثوقان وملتزمان للدفاع عن الوطن ومنجزاته ومصالحه وتحقيق نموه وازدهاره.

    وتميز «الجيش الأول» بالولاء المطلق للوطن وحارب على كل الجبهات للحفاظ على ترابه وكانت قوات الجيش العربي والأمن العام والدفاع المدني والدرك والمخابرات العامة السدود المنيعة أمام محاولات العبث والتدخلات الخارجية والداخلية وأثبت هذا الجيش العظيم أنه الجيش المصطفوي الذي حارب جنوده وضباطه على أسوار القدس وسالت دماؤهم على أرض فلسطين وابتعد عن العبث السياسي والمغامرات التي وقع فيها بعض جيوش الدول العربية الشقيقة سواء في مشرق الوطن العربي أو في مغاربه.

    أما «الجيش الثاني» جيش المعلمين والمتعلمين فقد كان الرافعة الأساسية في نشر التعليم وانحسار الأمية ورفع المستوى الثقافي في البلاد وساهم المعلمون الأردنيون (رجالاً ونساء) في نشر الثقافة والتعليم في بعض الدول العربية حديثة الاستقلال وخصوصاً في دول الخليج العربية في منتصف القرن الماضي، وأصبح المعلم الأردني مطلباً أساسياً في التربية والتعليم في تلك الأقطار وحتى اليوم. وقد سمعت بنفسي أثناء خدمتي في الدبلوماسية في إحدى دول الخليج العربي ثناء عاطراً واعترافاً جميلاً بفضل دور المعلم الأردني في نهضة وتقدم تلك الدول وتطورها وسبباً مباشراً في تقوية وإدامة العلاقات الأخوية بينها وبين الأردن.

    واليوم وفي هذا الظرف الصعب الذي يعيشه الأردن والمنطقة عموماً يجد الأردنيون انهم محاصرون من الخارج ومحاصرون من الداخل. وأنا لا أضع اللوم فقط على نقابة المعلمين وحدها لكن اللوم على الجميع وخاصة أولئك الذين تولوا مسؤولية الإدارة والاقتصاد في المملكة وتراكمت فيها الديون وتراجع فيها الاستثمار وفشلت سياسات التخطيط الاقتصادي منذ أكثر من عقدين وبتنا لا حول لنا ولا قوة حيث تكالب على وطننا الحاسدون والحاقدون وتخلى عنا بعض الأشقاء والأصدقاء وتغيرت الدنيا كثيراً من حولنا.

    أما المطلوب في هذه المرحلة وحتى نخرج من هذا النفق المظلم الذي دخلناه بدون ارادتنا ما يلي:

    أولاً: العودة إلى الحوار على قاعدة المصلحة الوطنية العليا بين المعلمين وتمثلهم نقابتهم العتيدة وبين وزارة التربية والتعليم الجهة الحكومية ذات العلاقة.

    ثانياً: الاستماع من جانب الوزارة إلى مطالب النقابة المشروعة والالتزام بتنفيذ الممكن منها في الوقت الحاضر. وأن تقوم الوزارة بدراسة المطالب المتبقية وتنفيذها ضمن برنامج يتناسب مع وضع الموازنة في السنوات القادمة.

    ثالثاً: على وزارة التربية ونقابة المعلمين مراعاة مطالب الموظفين في الوزارات والأجهزة الأخرى في الدولة وكذلك أفراد وضباط الجيش والقوى الأمنية عند تنفيذ مطالب النقابة.

    رابعاً: مراعاة مصالح وأوضاع الدولة والخزينة وأن يتم التجاوب في حدود الممكن نظراً لحجم المديونية المرتفع وتمكين الحكومة من تسديد القروض المترتبة عليها.

    في ضوء الوصول إلى اتفاق بين وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين فإن الرابح الوحيد هو الوطن وليس الوزارة أو النقابة وإذا لم يتم الوصول إلى اتفاق فإن الخاسر هو الوطن والأردنيون وابناؤهم وبناتهم الذين يجب أن لا يحرمون تحت أي ظرف من نعمة التعليم.

    الأردنيون فخورون بأبنائهم المعلمين والتلاميذ ولا يريدون إلا الاستمرار في حمل رسالة التعليم المقدسة بجناحيها الطلاب والمعلمين ولا فضل لأحد على آخر.

    وختاماً أتوجه لإخواني المعلمين الأردنيين الذين فتحوا أمامنا أبواب الحياة الكريمة وجعلوا من وطننا منارة تضيء بالعلم والمعرفة على كل من حولها أن يجلسوا على طاولة الحوار من أجل الأردن فنحن لانطلب المستحيل.

    نحن نحب الأردن ونفديه بكل ما نستطيع فليس لنا وطن غيره وليس له شعب غيرنا. هذه دعوة صادقة لإنهاء الإضراب ومواصلة الحوار لأن الحوار هو لغة العصر وطريق الوحدة والصواب.





    [24-09-2019 09:31 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع