الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مواصفات رجل الدولة الناجح

    خلق الله عباده مختلفين في المواصفات الخُلُقِيَةِ (رجاحة العقل والإتزان والفهم والهدوء والهيبة والوقار ... إلخ) والخَلْقِيَةِ من ناحية مواصفات الجسم من طول وعرض ومن وسامه في خلق أعضائة وتناسقها ولون وجمال الوجه والعيون والشعر وكل شيء في أي عضو من أعضائة، سواء أكان ذكراً أم أنثى. علاوة على الإختلاف ايضاً في الحسب والنسب والمال والجاه وعمق الإيمان بالله والإنسانية ... إلخ من مغريات الحياة وإحتياجاتها (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)). وأوضحت الآية أن هذا الإختلاف في مواصفات عباده ليمتحن كل إنسان كيف يتصرف بما ميَّزَهُ عن غيره من مواصفات خُلُقِيَةِ وخَلْقِيَةِ؟ هل بما يرضى الله أم بما يغضب الله في تعامله مع الآخرين من عباده.

    كان رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما يرسل أي وفد من قبله لمقابلة زعماء أو وفود أعدائه ينتقي أفضل ما عنده من أصحابه من حيث المواصفات الخُلُقِيَةِ واَلْخَلْقِيَةِ ويختار لهم أفضل الملابس وأفضل الخيول المعدة أفضل إعداد (السيارات أو وسائل النقل الحديثة الأخرى في وقتنا الحاضر مثلاً) ... إلخ. لإعطاء فكرة ممتازة عن المسلمين وما لديهم من إمكانات ولإيقاع الهيية والخوف والإحترام لهم وللمسلمين أجمعين في قلوب أعدائهم. وعلاوة على ذلك ليقوموا بمهامهم في المفاوضات التي أوكلت لهم خير قيام ويعودوا بما قدَّر الله لهم من المكاسب للمسلمين بعد التوكل على الله في الإعداد التام لمهامهم. ولكن نحن الآن غفلنا عن هذه المواصفات التي يجب أن تكون في رجال دولتنا والمسؤولين ومن يتم إختيارهم للمهام الكبيرة في الدولة، أو يُخْتَارُ لنا من قبل الآخرين بناءً على المصالح الشخصية لبعض الأشخاص أو المجموعات، غير آبهين بالمصلحة العامة لدولتنا ولشعبنا ولممتلكاتنا لاحول ولا قوة إلا بالله.

    نعم نحن أمة عربية لها تكوينها المجتمعي الخاص بها، نحن من عشائر وحمايل وعائلات ولكن علينا أن نراعي المواصفات التالية في كل من نختار أو يُخْتَارُ لنا من قبل غيرنا لتولي أي مسؤولية في الدولة من عشائرنا أو حمايلنا أو عائلاتنا، أو ليكون ممثلاً لنا في أي دولة في العالم أو في أي وفد مفاوض لأي مهمة تهم المصلحة العامة للوطن والشعب والأمة الإسلامية والعربية بشكل عام. وهي: أولاً: قوة الشخصية من حيث المواصفات الخُلُقِيَةِ والخَلْقِيَةِ والهيبة والحضور ومخافة الله في السر والعلن والتوكل على الله في جميع أمور الحياة بعد الإعداد التام لأي أمر يوكل له، ثانياً: أن يكون ذكياً ولمَّاحاً ولا تفوته لا واردة ولا شاردة، ثالثاً: أن يكون متعلماً ومثقفاً ومُلِماً في كل الأديان والثقافات العامة من حيث التطور التكنولوجي والعلمي بشكل معقول لإدارة أموره في الأمور المتداولة بين الناس، رابعاً: أن يكون له حضور ويُسْمَعُ لقوله ويحترم من قبل من يتكلم معهم من حيث إتزان كلامه في الموضوع الذي يُسْأَلُ للكلام عنه وفي إيجاز مفيد، خامساً: أن يُحْسَنَ التصرف في الوقت الذي يحتاج فيه حسن التصرف ، سادساً: أن يكون سريع البديهة ويُحْسِنُ إنتهاز الفرص في وقتها لأنها لا تعود مرة ثانية، سابعاً: أن يكون دبلوماسياً مع الجميع ويكسب ودهم ولا يعادي أحداً. والأخذ بعين الإعتبار أي مواصفات أخرى وفق تطور الحياة من الناحية التكنولوجية والعلمية وغيرها في المستقبل، بحيث تكون دولتنا ورجالاتها من أفضل ما يكون على مستوى العالم بأجمعه.





    [28-09-2019 12:41 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع