الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن - مع بدء العد التنازلي لكشف رئيس الوزراء عمر الرزاز النقاب عن حاملي حقائب حكومته الجدد وإعلان أسماء الخارجين منها، ضمن خطة لإطالة عمرها ستة أشهر أخرى على أبعد تقدير بدأت صالونات عمان السياسية بكشف خفايا الحكومة وتوجهات كل وزير على حده ومدى تناغمة مع الرئيس لتبرير إخراج البعض والإبقاء على الآخرين.
التعديل الرابع والأخير على الحكومة يأتي في لحظات أكثر من حرجة تمر بها الدولة الأردنية، فالعلاقات مع الاحتلال الصهيوني تمتطي صهوة التكهنات والتصعيد مع إعلان الاردن الرسمي والشعبي انتصاره في معركة الأسيرين اللبدي ومرعي وتنفيذ وعود وزير الخارجية أيمن الصفدي باستعادتهما قبل نهاية الاسبوع واقتراب ساعة الصفر لإعادة الباقورة والغمر للسيادة الأردنية.
دبلوماسيتنا اليوم تقف على منعطفات حادة وخطرة ترتبط بتجاذبات الإقليم وتغير قاعدة التحالفات فيه على وقع الأحداث في دمشق وبغداد وبيروت ودول الخليج وتحديداً السعودية والإمارات والتي تؤثر بطريقة غير مباشرة على الأوضاع الإقتصادية والأمنية للبلاد.
السنة المالية على الأبواب وتحتاج لوزير مخضرم قادر على التعامل مع الملف الأكثر تعقيداً في الحكومات المتعاقبة ملف الموازنة العامة، والتي قد تضطر إلى المزيد من الاستدانة، ونقصان واردات الخزينة، وزيادة الأعباء والكلف المادية على الدولة والمواطنين وهو ما يعتبر محرقة سياسية وشعبية لأي مغامر سيقبل حمل هذة الحقيبة، عقب تغير قواعد اللعبة باستماع الوزير عز الدين كناكرية لنصيحة محب بالخروج من الحكومة وقبول عرض للعمل في القطاع الخاص أو البنك الدولي مما يبقي ظهر حكومة الرزاز مكشوفا لحين العثور على البديل الأنسب بعد خروج نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر.
الرئيس يدرك أن هذا التعديل رغم انّه ليس الأول سيكون الأصعب بسبب توقيته وشخوصة والأزمات المرافقة له، فالتخلص من الوزير الشاب النشط محمد أبو رمان والوزيرة الجميلة مجد شويكة والوزير المتخفف من حملة الحراكي مثنى الغرايبة سيساعده على الحركة نسبياً، مع الاستفادة من الإبقاء على وزير الداخلية الأكثر إثارة للجدل سلامة حماد صاحب الإرث الثقيل الذي سيصعب على أي كان حملة وارتداء عباءته والقيام بمهامه رغم الانتقادات العديدة التي توجه له، لتغليفه بغلاف الدولة المدنية الذي أعلنته حكومة النهضة شعارا لها على الرغم من حدته وتعاطيه الأمني اللامحدود مع مختلف الملفات والتي كان آخرها إضراب المعلمين في المدارس الحكومية.
على الرغم من كل ما سبق يصر رئيس الوزراء عمر الرزاز على إحاطة تعديله الوزاري الأخير بهالة من الغموض تفتح باب التكهنات والأقاويل حتى اللحظة الأخيرة مع يقينه بعدم جدواه أو قدرته على تغيير قناعات الشارع الذي بات يؤمن بأن خروج الوزراء ودخولهم للدوار الرابع ليس أكثر من تغيير للملابس بين الصيفي والشتوي وبأن القادم لن يكون أجمل مع حكومة الرزاز.