الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
ياسر الشطناوي - زيارة الملك للباقورة والصلاة فيها بعد يوم واحد من إعلان إنهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر لا يمكن أن يمر كحدث عابر دون البحث في الدلالات والرسائل الموجهة منهما للكيان المحتل.
إعلان إنهاء العمل بالملحقين فتح الباب موارباً للتساؤل عن مستقبل العلاقات مع الاحتلال، خاصة وأن عدة قضايا ما زالت قائمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي يؤكد الأردن إنها أولوية وسيادية لديه.
سياسيون وبرلمانيون أكدوا على أن هذه الزيارة والصلاة تحمل بطياتها رسائل داخليا وخارجيا مشيرين إلى أن الأردن سيبقى متمسكاً بسيادة الكاملة على أراضية، وأن هذه الزيارة تأتي تجسيداً لهذا التأكيد.
وأشاروا إلى أن العلاقات مع الاحتلال لن تكون أفضل كما كانت عليه من قبل، داعين الحكومة إلى البحث عن تحالفات جديدة، والإستمرار بهذا النهج مع الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة.
أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية حسن البراري قال إن زيارة الملك إلى الباقورة بعد يوم واحد من إعلان استعادتها فيها رسالة عامة أن الأردن يمارس كامل السيادة على هذه الأراضي.
وأضاف البراري في تصريح لـ "أحداث اليوم" أن هذه الزيارة هي تجسيد لهذه السيادة لأن هذه الأراضي كانت وسوف تبقى ملك للأردن، وان المملكة قادرة على حمايتها بكل السبل.
ولم يخف الأكاديمي أن العلاقات الأردنية الإسرائيلي تشهد منذ فترة برود كبير، وان إعلان استعادة هذه الأراضي سيزيد من حجم التراجع بالعلاقات لاسيما وأن الأردن سبق وان رفض طلباً إسرائيلياً بتجديد عقد التأجير.
وبيّن أن الإحتلال إستخفت عدة مرات بمعادة السلام، الأمر الذي يتعارض مع عدة ملفات يعتبرها الأردن سيادية، وهذا ما جعل العلاقات أسوء من قبل.
وكشف البراري عن أنه في آخر 20 سنة ماضية عدة صدامات وقعت بين الأردن والإحتلال خاصة في ملف حل الدوليتن، وأن الغطرسة الصهيونية التي يمارسها الإحتلال بها الأمر، مما ولد شكوكاً عند الأردن أن سلطات الاحتلال لا تتعامل بجديه مع ملف إنهاء الصراع.
واستبعد البراري أن يكون هناك رغبة لدى الاحتلال في زيادة التعقيدات مع الأردن بالملفات المشتركة، لكن بمعزل عن القضية الفلسطينية، وهذا ما يرفضه الأردن، الذي يؤكد على أن مشاكل المنطقة لن تنتهي إلا بإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني النائب قيس زيادين قال إن الرسالة الملكية كانت واضحة ومباشرة لكل العالم بأن سيادتنا على أراضي الباقورة والغمر المستعادة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وأضاف زيادين في تصريح لـ "أحداث اليوم" أن الزيارة كان بها أيضاً رسالة داخلية مهمة جداً وهي أن كرامة الأردني فوق كل إعتبار.
وحول العلاقات المستقبلية مع الإحتلال، وضح النائب أن الأردن الآن بالكفة المنتصرة مشدداً على ضرورة إعادة النظر بالعلاقات مع هذا الكيان الغاصب.
ونوه إلى أن الأردن حقق انتصاراً دبلوماسياً كبيراً باستعادة الباقورة والغمر، داعيا ً إلى أن تبدأ الحكومة بعقد تحالفات جديدة مع دول مثل الإتحاد الأوروبي وروسيا.
وختم زيادين أن على الحكومة الإستمرار بهذا النهج مع الإحتلال، لأنه لا يفهم إلا لغة القوة حتى في السياسة.
رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة إن المشهد خلال إعلان الملك عن إنهاء العمل بالملحقين الخاصين بالباقورة والغمر كان تأكيداً على مصداقية قرارات الدولة وأنها فعلاً ليس قولاً.
وأضاف الطراونة، في تصريح لبرنامج "فرح قبل الكل" مع الزميلة فرح يغمور، على إذاعة صوت الغد، أن الإعلان كان مشهداً كبيراً ومميزاً.
وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي قال في تصريحات خلال مؤتمر صحفي إن الإحتلال سيوفر 35 مليون متر مكعب من المياه بموجب معاهدة السلام رغم وقف العمل بملحقي الباقورة والغمر.
وأوضح أن سقوط العمل بالملحقين لا يلغي حقوق الملكية الإسرائيلية الخاصة لبعض الأراضي الخاصة.
وأشار إلى إن قرار إنهاء العمل ببند منطقتي الباقورة والغمر بناء على المصلحة الوطنية، مشددا على إن المملكة ستحترم الملكية الخاصة الممنوحة للإحتلال عند المعاهد.
ختاما التأكيد الملكي على أن "سيادة الأردن على أرضه فوق كل اعتبار" كان اقرب إلى إعلان النصر للأردنيين والفلسطينيين على حد سواء، وان موعد التحرير الكامل لفلسطين آتٍ لا محال وان الاحتلال الغاشم في زوال قريب.