الرئيسية أحداث فلسطين
أحداث اليوم - كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، النقاب عن خطة جهاز المخابرات الإسرائيلية المعروف باسم "شاباك"، لاغتيال بهاء أبو العطا قائد اللواء الشمالي في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، قبل عامين من اغتياله.
وقالت الصحيفة إنه قبل عامين، أعد جهاز الـ "شاباك" والجيش الإسرائيلي خططاً لاغتيال أبو العطا. في ذلك الوقت، أيد رئيس الأركان غادي أيزنكوت خطط رئيس قسم الاستخبارات هرتسي هليفي ومسؤولي الـ "شاباك"، لكن نشبت الكثير من الخلافات حول التوقيت المناسب للعمل.
وتضيف الصحيفة، "فبينما اعتقد الجيش (ولا يزال يعتقد اليوم) أنه ينبغي إعطاء الأولوية للتوترات في الشمال، اعتقد رئيس الـ "شاباك" نداف أرجمان، أنه يجب اغتيال أبو العطا في أسرع وقت ممكن.
وحتى الآونة الأخيرة كان رئيس الحكومة ووزراء المجلس السياسي الأمني يدعمون موقف الجيش، وبعد الاغتيال، قالوا في الجهاز الأمني إن أبو العطا لم يصبح أكثر خطورة في الآونة الأخيرة، لذلك كان من الممكن لتوقيت الهجوم أن يكون أكثر مرونة، بحسب الصحيفة.
وكان موقف الجيش هو أنه إذا اندلعت جولة من القتال في غزة بسبب الاغتيال، فلن تتمكن "إسرائيل" من الحكم مسبقا على أضرارها ومدة المعركة.
وأشار الصحيفة إلى أن رأي الجيش كان، "بما أن أبو العطا لا يمكنه تهديد إسرائيل إلا بإطلاق الصواريخ ونيران القناصة أو إطلاق الحوامات، التي يمكن لنظام الدفاع الجوي التعامل معها – فمن الأفضل دفع هذا الثمن حتى لا يلحق الضرر بجاهزية الجيش لمعركة محتملة في الشمال.
في نهاية عام 2018، جرى نقاش آخر بين رؤساء المؤسسة الأمنية حول الحاجة إلى قتل أبو العطا. وقال وزير الأمن في حينه، أفيغدور ليبرمان، أمس، إن رئيس الوزراء نتنياهو اعترض على الاغتيال خلال النقاش، لكنه لم يكن دقيقًا: لقد جاءت المعارضة بعد أن أوضح المسؤولون الأمنيون أن إجراءً مهمًا سيحدث قريبًا.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، وفي خطوة غير عادية أعلن الجيش الإسرائيلي بشكل واضح، حملهّ المسؤولية عن إطلاق الصواريخ الذي أدى إلى تصعيد الأوضاع الميدانية، معتبرًا حينها أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإمكانية إيقافه وليس هناك أي خيار آخر سوى الاغتيال، أو أن تتحمل حماس والجهاد مسؤولية أفعاله وكبح جماحه.
وقالت الصحيفة، إن تلك المحاولة كانت ناجحة جزئيًا، وتم دعوة أبو العطا إلى مصر للتحدث مع الوسطاء وممثلي حماس والجهاد حول الهدوء. مشيرةً إلى أن إسرائيل سمحت له بالمغادرة دون الإضرار به، وعلى عكس ما كان يتوقع واصل تصرفاته بإطلاق الصواريخ، ونقلت إليه رسائل تفيد بأن هذه التصرفات ستعود بالضرر على غزة، لكنه لم يغير موقفه، وحينها فهمت إسرائيل أنه لا مفر من الاغتيال.
وبحسب الصحيفة، فإن أبو العطا أيضًا فهم ذلك وبدأ يتصرف كمطلوب وبطريقة تجعل من الصعب الوصول إليه، مشيرةً إلى أنه غير طريقة حياته وكان يتخفى بين رجاله المخلصين - وفق تعبيرها - وكان يغير موقعه باستمرار لتصعيب مهمة إسرائيل على اغتياله.
وبعد أن تولى أفيف كوخافي رئاسة الأركان، تم إثارة احتمال اغتياله عدة مرات، وتم وضع خيارات عدة لتنفيذ العملية، ونجح الـ "شاباك" في تحديد فرصة لذلك، وحين أدركوا في النظام الأمني أن أبو العطا أصبح مكشوفًا إلى حد ما، تقرر توجيه الضربة له وتقليل الضرر بالآخرين، ووافق المجلس الوزاري المصغر "كابنيت" على العملية يوم الأحد، ثم نفذت فجر الثلاثاء.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، انتهاء العملية العسكرية ضد الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن "العملية العسكرية (الحزام الأسود) لاستهداف قادة الجهاد الإسلامي انتهت، حيث تمكن الجيش الإسرائيلي خلال يومين من تحقيق كامل أهدافه، ووجه ضربة مؤلمة لمنظمة الجهاد الإسلامي".
وكانت حركة الجهاد الإسلامي والاحتلال الإسرائيلي، توصلوا إلى وقف إطلاق نار برعاية مصري يدخل حيز التنفيذ عند الساعة الخامسة والنص من صباح اليوم حسب التوقيت المحلي لمدينة غزة، وذلك برعاية مصرية.
ويسود الهدوء الحذر منذ دخول التهدئة حيز التنفيذ باستثناء اطلاق رشقة الصواريخ والتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع "بدون طيار" في اجواء قطاع غزة.
واستشهد منذ فجر الثلاثاء الماضي، 34 مواطنا فلسطينيا؛ بينهم القيادي في "سرايا القدس" بهاء أبو العطا وزوجته أسماء، عقب قصف إسرائيلي على قطاع غزة، في حين أصيب أكثر من 111 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.