الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
ياسر شطناوي - مفاجأة من العيار الثقيل فجرها مدير عام دائرة الإحصاءات العامة الدكتور قاسم الزعبي، بعد أن قال إن عدد الفقراء في الأردن 8 الآف فقط.
هذا التصريح الصادم - الذي شكل حالة من الذهول في الشارع الأردني - قاد متخصصين وخبراء للقول عبر وكالة " أحداث اليوم" إن هناك امراً تريد الحكومة تمريره من هذا التصريح، وأن القصة ليست "زلة لسان" أو خطأ عابر.
الخبراء اشاروا إلى أن ما يزيد من الأمر غموضاً أن الأرقام التي جاءت على لسان الزعبي "صماء" ولم تقترن بأي توضيحات أو دلائل، ولم يتوضح فيها آلية البحث والمسوح الإحصاءئية، مما يجعل الباب موارباً أمام الكثير من الكهنات.
مستجيب ثاني
وزارة التنمية الإجتماعية وعلى لسان الناطق الإعلامي باسمها اشرف خريس قال إن وزارة التنمية هي مستجيب ثاني للخدمات، منوها الى أن الوزارة تقدم الخدمات للمستفيدين بغض النظر عن إذا كان متلقيها فقراء ام لا.
وطرح خريس بتصريح لـ " احداث اليوم" مثال العائلات التي داهمتهم الأمطار في الأغوار وأن خدمات الوزارة تذهب للمتضررين دون تفصيل عن مستواهم الإجتماعي.
وعن صندوق المعونة الوطنية بيّن خريس أن الصندوق له معايير محددة في صرف مستحقات ماليه للمنتفعين.
ارقام صماء
عميد كلية العلوم الإجتماعية في جامعة مؤتة الدكتور حسن محادين قال إنه كان الأولى على الحكومة ممثله بدائرة الإحصاءات العامة أن تبيّن تصريحها مع قرائن تبرر هذا الرقم وهذه النسبة .
وأضاف محادين في تصريح لـ " أحداث اليوم" أن المزاج العام في الشارع الأردني متوتر، وأن الأرقام التي قالها مدير عام دائرة الإحصاءات كانت صماء لم تتوافق وهذا المزاج المُعكر.
وأضاف العميد أن هناك فجوة علمية وثقافية وسياسية بين المسؤول الحكومي والمواطن، وهو ما يخلق حالة من "الربكة" في الشارع، خاصة تصريحات الفقر ومعدلاته التي تشكل معياراً مهما للناس، منوهاً إلى أن لغة التصريح والحوار لم تلامس هموم ومشاغل المواطنيين.
وتحدث محادين عن أزمة ثقة وأزمة خطاب ما زالت تتسع ، موضحاً أن الخطاب لم يكون حول أرقام الفقر تفصيلياً، وأزمة الثقة التي جاءت بسبب بُعد الخطاب الرسمي عن آلام الشارع.
وأضاف أن توقيت إطلاق هذا التصريح وآلية إطلاقة لم يكن ابداً موفقاً، متسائلاً لماذا لم يقوم مدير الإحصاءات بأجراء لقاءات ومشاورت مع أصحاب الإختصاص للخروج بارقام معقوله؟ ولماذا لم تستند الحكومة الى إبراز قرائن ودلائل تُقنع الشارع بحقيقة ومصداقية ومنطقية هذه الأرقام.
تصريح قد يكون محرفاً
نيابياً ابدى رئيس اللجنة الإدارية في مجلس النواب علي الحجاجة إستغرابه الكبير من الأرقام التي أطلقها مدير عام دائرة الأحصاءات عنة معدل الفقر.
وقال الحجاجة لـ "أحداث اليوم" إنه حاول التواصل مع الجهات المعنية لبيان تفاصيل هذا التصريح دون أي يصل الى توضيح.
وتسائل في حديثه، هل الرقم الذي صدر عن الحكومة ممثلة بدائرة الإحصاءات مبني على دراسة واضحة؟ أم أن هذه التصريحات "حُرفت" عن مسارها.
وأكد على أن اللجنة ستتقدم للحكومة بسؤال عن هذا التصريح والغاية منه والرسالة المراد توصيلها للشارع الأردني، وذلك خلال الجلسة الصباحية التي ستعقد الأحد.
وختم أن اللجنة لا تجد أي منطق ولا مبرر لهذا التصريح والغاية من الخروج بهذه الأرقام "المنقوصة".
ختاماً الشارع الأردني يتسائل هل تملك دائرة الإحصاءات العامّة أدوات قياس سحريّة لتخرج بهذا الرقم عن الفقر بالأردن ؟ واين هي مهلة رئيس الوزراء عمر الرزاز التي وعد بها في منذ شهر آذار الماضي، الذي قال إنّه سيفصح عن دراسة نسبة الفقر خلال أسبوعين من ذلك التاريخ؟ ..