الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    جدار برلين

    ثلاثون عامًا على سقوط جدار برلين. الحادث الابرز في القرن العشرين، وما تلاه من تطورات دراماتيكية اعلنت اختتام الحرب الباردة بين امريكا وروسيا. ضربات الشاكوش على الجدار الصلب اعلنت نظاما عالميا جديدا.
    النهاية الرمزية للحرب الباردة. وما بعد فان العالم دخل في حالة دوامة، العلاقات الدولية تغيرت، وقواعد اللعبة بين الكبار تبدلت. اوطان كبرى مزقت، واوطان اختفت عن الخرائط، واخرى ظهرت من جديد.
    فيما بعد سقوط جدار برلين ولدت الاحادية والقطبية الامريكية. واشنطن تحكمت وسيطرت على العالم، وفرضت قوتها الفارطة على العالم الجديد. فان الاحادية الامريكية تفككت مع مرور الوقت وبدأت قوى دولية جديدة تستعيد دورها روسيا بوتين والصين والهند، ويظهر لاعبون جدد في العالم، ورغم القوة الامريكية الزائدة والفائضة.
    سقوط جدار برلين قال عنه مفكرون امريكان بانه تعبير عن نهاية التاريخ وانتصار لليبرالية الرأسمالية الامريكية. وان الرأسالمية استطاعت فرض افكارها ومشروعها على العالم، وقد قالت كلمتها الفصل في التاريخ الانساني.
    العالم بعد سقوط جدار برلين فان العرب من أكثر الخاسرين به. حرب الخليج الاولى، وتدمير العراق، واتفاقية السلام مع اسرائيل وانفراط سبحة القضية الفلسطينية عند البعض باعتبارها قضية العرب المركزية، واستباحة الجغرافيا العربية لانعدام التوازن في العلاقات الدولية.
    بعد سقوط الجدار ولدت المانيا جديدة، انتهى العصر الاشتراكي، وتحولت الى الرأسمالية. القرن العشرين كان ماركسيا، وأقوى افكار ايدولوجيا اجتاحت العالم كانت الماركسية، وهيمنت على اجيال، وسيطرت على رقاع واسعة من العالم، وتسببت بثورات وتغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية في ارجاء العالم. والماركسية كانت أقرب الى حركة التحرر الوطني في العالم.
    اطروحة نهاية التاريخ تشققت، ولم تعد صالحة الماركسية اعادت انتاج افكارها اوروبيا وغربيا. ولم يمت ارثها الفكري والسياسي، وبدأت في اوروبا حركات اجتماعية جديدة اطلق عليها الشيوعية والاشتراكية الاوروبية، تطالب بالعدالة الاجتماعية والتحرر، وتقاوم التوغل الرأسمالي، وتدافع عن الحق الانساني والاجتماعي والمعيشي، متأثرين بغرامشي وتولياتي.
    في العالم العربي اليسار والماركسيون تحولوا من موسكو الى الرعاية الامريكية، وظهر ما يسمى بالليبرالية الجدد، ولبسوا عباءة جديدة، ونزعوا الماركسية وصاروا يشتمونها على الطالع والنازل، ويروجون الى الليبرالية الامريكية، وحقوق الانسان وديمقراطية الاقتراع، ومراكز التمويل، ويعملون تحت غب الطلب الامريكي، ويسبقون دبابات الاحتلال الامريكي في معاركها في العالم العربي.





    [19-11-2019 08:08 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع