الرئيسية أحداث فلسطين
أحداث اليوم -
استبشر الشارع الفلسطيني، خيرًا، في أعقاب الإعلان عن قرب الذهاب إلى صناديق الاقتراع لاختيار قيادة فلسطينية جديدة، في المؤسستين الأهم في الوطن وهما: المجلس التشريعي، والرئاسة.
وسرعان ما انقلب هذا التفاؤل إلى تشاؤم في أعقاب تصريحات من بعض قادة الفصائل، الذين أكدوا أنهم عادوا إلى نقطة الصفر في موضوع مفاوضات الانتخابات.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، "ما لمسناه اليوم خلال لقاء رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر أن هناك عودة للأجواء السلبية من خلال التراجع عن بعض الأجواء التي سمعناها الأسبوع الماضي، وهناك حديث عن مرسوم رئاسي ومن ثم اللقاء الوطني، نحن نؤكد على أهمية اللقاء الوطني أولاً".
بدوره، قال ماهر مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية: إن "الرسالة التي جاءت من أبو مازن هي ورقة موجهة للفصائل الفلسطينية، وتقول بكل وضوح: إن الرئيس عباس يريد إصدار مرسوم رئاسي أولًا بتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتتابع، والرسالة المهمة انه لن يعقد الاجتماع القيادي قبل المرسوم الرئاسي".
قيادي آخر، كان له رأي آخر، هو عضو جبهة التحرير العربية، سفيان مطر، والذي نفى الأخبار التي تناقلتها بعض المواقع بان الفصائل تسلمت ردًا سلبيًا من الرئيس أبو مازن حول الانتخابات، حيث قال: "ما حدث خلال الاجتماع بأننا اتفقنا كفصائل ان ندرس رد الرئيس داخليًا على أن يتم عقد اجتماع للقوى والفصائل لإبداء كل تنظيم رأيه".
أما حركة حماس، وعبر ناطقها، حازم قاسم، فكان له موقف مختلف عن الفصائل، وهي التي كانت طوال 12 عامًا تتنازع مع فتح، وقال قاسم: "من جديد أكدت حركة حماس، اليوم، جديتها الكاملة في التعاطي مع موضوع الانتخابات، وإصرارها على أن يمارس الشعب حقه في اختيار من يمثله في الهيئات المختلفة (الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني)، واعتبار ذلك حق أصيل لشعبنا، يجب أن تتكاتف الحالة الوطنية من أجل إتمامه".
وعما اذا كانت هذه التصريحات تعني أن مشروع الانتخابات قد فشل، قال المحلل السياسي، سامي زهران: إن مبررات الفصائل لا تعني أن الأمر فشل برمته، أو أننا عدنا لنقطة الصفر، بل يمكن القول: إنه يوجد اختلافات في الأولويات، فأبو مازن يُريد إعلان المرسوم قبيل عقد اللقاء الوطني، بينما الفصائل بما فيها حماس والجهاد والجبهة الشعبية، تُريد اللقاء أولًا.
وأضاف زهران، في مقابلة حصرية، أن كل طرف له مبرراته فالرئيس عباس مبرره من ذلك، أنه لن يقبل بحدوث خلافات على الطاولة المستديرة وخراب مشروع الانتخابات كما تم تخريب مشروع المصالحة طوال 12 عامًا، بينما الآخرون يبدو أنهم يريدون فقط لقاء أبو مازن لاعتبارات لها علاقة بمنظمة التحرير.
أما المحلل السياسي، سمير القدومي، فاعتبر أن الفصائل مُحقة في طرحها على اعتبار أن التوافق الوطني مُقدمة لإنهاء أزمات سابقة، وأزمات لاحقة قد تتفجر خلال سريان الانتخابات، لذا فالحوار الشامل يُقرب الجميع من انهاء الفوضى الحالية.
وأشار القدومي في مقابلة حصرية، إلى أن ما يدعو للاستبشار مُجددًا وعدم التشاؤم هو تصريح حماس الأخير حول الانتخابات، فلم نشاهد حماس تنجر خلف الجهاد أو الشعبية، بل كان موقفها أحادي، وكأنها تُريد أن تقول: إن وضع الاشتراطات في بداية عرس الانتخابات هو أمر ليس جيدًا، وأن على الجميع أن يستعد لما هو آت.