الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
ياسر شطناوي - عدة مستويات يمكن البناء عليها "لتوصيف" أرقام الحكومة الخاصة بموازنة 2020 ومحاولة "فكفكة طلاسمها"، إذا ما نظرنا إلى "أنفاس الثقة " من رئيس الوزراء وهو يخاطب الأردنيين، ويعلنها صراحة أن الموازنة الجديدة ستكون صعبة.
الرؤيا المنطقية لتصريح الرزاز عن أرقام الموازنة، والتي وضحت أنه سيخصص منها 33% للإنفاق الرأسمالي تفي لنبت بالأمر أن الإدارة الحكومية لملف المال ما زال يسير "بضبابية" وغياب الخطط وحتى فقدان كبير لدقة التوقعات عن معدلات النمو.
قد يجد الرزاز وفريقه الوزاري أن " لعبة الأرقام" قد تمر على الشارع الأردني، الذي يراقب عن كثب، على خلاف الماضي، بعد أن باتت الحقائق والمعلومات متاحة للجميع، وهذا أيضا ينطبق على الخبراء والمتابعين الذين تجمعه "صداقة مع بعضهم وعداوة مع جلهم".
منطق الحديث لا يجوز أن يكون "مكوراً بالأسلوب المعسول" خاصة بالشأن المالي - بالرغم أن الرزاز يجيد تأدية هذا الدور- ولا تنطلي "دهاليز الأرقام" الكبيرة منها والصغيرة على المختصين، خاصة أولائك من أمثال المخضرم نائب رئيس الوزراء الأسبق محمد الحلايقة الذي قال لـ "أحداث اليوم" إن أي إنفاق كان في أطار المشاريع الرأسمالية يجب أن يحقق نمواً اقتصادياً.
لا يبدي الرجل أي شأن لتصريحات الحكومة المتتالية عن أرقامها ، لكن يلتفت أكثر لحجم السيولة التي ستضخ بالسوق لتحريك الاقتصاد وتحقيق ما أعلنت عنه الحكومة برفع معدل النمو من خلال هذه الموازنة .
لا تتحقق الأماني بالأحلام ... "مديونية تجاوزت حاجز 30 مليار دينار، وارتفاع في حجم الإنفاق ونسبة فوائد الدين، وما نتج عنها من بطالة وفقر وركود الأسواق، وبيئة استثمارية طارده" كلها عوامل تثبت للشارع أن كلام الرزاز لا يأتي إلا في أطار "الشو الإعلامي" واستعراض العضلات على الأردنيين المسحوقين " إلا إذا وقعت معجزة" وقد انتهى عصر المعجزات يا دولة الرزاز.
الرزاز وبتسويق كلماته للشارع عن الموازنة لا يقف وحيداً - وقد قلنا سابقاً أن الرجل "يقامر" أحياناً ليثبت لخصومه قدرته على "إدارة الدفة - فتجد وزير المالية محمد العسعس يخرج بين الحين والآخر ليدلي بتصريحات عن الموازنة بطريقة أقرب إلى ما تكون لزف البشائر ولو من باب الطمأنة المعتاد عليها.
في النهاية يُجمع الشارع على أن الرزاز ابتعد كثيراً عن الوضوح والجرأة والصراحة في قول الحقائق واستغل لينه وابتسامته في إقناع الجياع بضرورة سلخهم على نار هادئة محاطة بطبقة سميكة من وعود الدجل.
وتسجل حكومة الرزاز يوماً بعد يوم أنها أسوء بكثير من سابقتها وان الفرق بينهما أن حكومة الملقي كانت أكثر وضوحاً وصراحة في جلد الأردنيين وإفقارهم.