الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    محطات تلفزة تتغزل بالصهاينة - أحمد حمد الحسبان

    لنعترف بأننا نخوض في هذه المرحلة معارك صعبة مع الكيان الصهيوني. ولنعترف بأن الكيان الغاصب يوظف في هذه المرحلة كل ما يمتلك من أساليب احتيالية وما يستطيع من ضغوط من أجل تنفيذ بعض من طروحاته ومشاريعه التوسعية.

    ولنتوقف عند تصريحات الرموز الصهيونية التي تستهدف الأردن أمناً وأرضاً، وتضع العديد من البرامج التوسعية كعناوين لحراك يمتد ما بين تل أبيب، وواشنطن وكافة دول العالم. وآخرها مخطط ضم أغوار الأردن إلى الكيان.

    وقبل ذلك مشروع يهودية الدولة، واعتبار القدس عاصمة لها، ومخطط إنهاء وكالة الغوث «الأونروا»، بهدف تصفية قضية اللاجئين.

    في المحصلة هناك استهداف واضح للأردن، الذي يعتبر رأس الحربة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأول المتضررين من أية إجراءات صهيونية تحاول تفصيل «الحل» على مقاسها، وضمن ما يلبي طموحاتها غير محددة الشكل والمضمون. والتي لا يمكن أن تنتهي إلا بابتلاع ما يفكر به المخططون الصهاينة.

    أمام هذا الاستهداف الذي لا يتوقف عند حدود تصفية القضية بمعزل عن متطلبات الشرعية الدولية، ويمتد إلى الساحة الأردنية بمعزل عن أي احترام لمعاهدة السلام، يتوجب أن يكون هناك جهد متكامل لمواجهة هذا الخطر الكبير.

    والمطلوب أن يكون الجهد منسقاً بين مختلف المكونات الرسمية والشعبية، وبما يوازي حجم وطبيعة الخطر الذي يشكله التواصل مع العدو. ذلك أن اتفاقية السلام مع إسرائيل لا يمكن أن تجعل منها صديقة، في ضوء عدم احترامها لأبسط متطلبات السلام.

    وفي مقدمة ذلك أن تكون وسائل الإعلام حريصة على القيام بدور أساس في التوعية والحشد ضد مخططات العدو لا أن تتحول ـ بعضها ـ الى أدوات ترويج مباشرة وغير مباشرة للألاعيب الصهيونية، وللتطبيع مع العدو.

    فالمدقق في تفاصيل ما تبثه بعض القنوات يدرك أن ذلك البعض يحاول تمرير طروحات، تخدم المشروع الصهيوني. وتراكم معلومات لا تخدم القضية العربية في مواجهة الفكر الصهيوني ودولته المحتلة التي تسعى بكل قوتها للتحول إلى دولة عبرية خالصة، حتى لو أدى ذلك إلى وضع ملايين العرب في مصير مجهول.

    ويبدو أن كثرة المحطات التلفزيونية، واعتماد بعضها على مواد فلمية غير مدققة، وغير خاضعة للرقابة المسبقة يجعل من تلك الأخطاء القاتلة أمراً متاحاً.

    وليس أدل على ذلك من قيام واحدة من تلك المحطات الخاصة التي لا نمانع في تسميتها ـ إن اضطررنا لذلك ـ ببث فيلم اسمه «defance».. تدور أحداثه حول الحركة الصهيونية ولكن بتعاطف واضح، وبأسلوب ممجوج لكل من يدرك تفاصيل الصراع العربي مع الصهاينة.

    والأهم من ذلك أن لا تترك الدولة الحبل على الغارب لمثل تلك الخدمات التي تتقاطع مع المصالح الوطنية العليا. فالمرحلة لا تحتمل غض النظر عن مثل تلك الممارسات التي ترتقي إلى مستوى الخيانة.

    وفي النهاية كل الشكر للمهندس عبدالرحمن الصعيدي الذي تابع الفيلم وزودني بتفاصيله.





    [15-12-2019 09:18 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع