الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كل منخفض وأنتم بخير .. أدوار حكومية برسم المراجعة - سامح المحاريق

    التقدم التكنولوجي الذي أعطى الفرصة لتوقعات الطقس المحدثة ساعة بساعة على الهاتف المحمول دفعني إلى عدم الاعتماد على بيانات الأرصاد الجوية التي تصدر عن الدائرة المختصة التي دمجت مؤخراً في وزارة النقل، وبالطبع لا يشغلني أي خبر يصدره موقع طقس العرب الذي أثار صخباً شديداً في السنوات الماضية لمزاحمته لدائرة الأرصاد، وإن كنت تابعت وغيري من المواطنين بكثير من الاستياء تبادل الطرفين اللوم حول مستوى التوقعات التي لم تتحقق وأدت بالطبع إلى اتخاذ اجراءات وتدابير وقائية مكلفة على الحكومة والمواطنين.

    بعد نهاية أسبوع حملت أجواء طيبة ومشمسة، يمكن الحديث عن سوء التوقع الذي أدى بأمانة عمان إلى إعلان حالة الطوارئ المتوسطة والقصوى، وفي هذه الحالة اشترك الموقع الذي أصبح يحظى بشعبية كبيرة في الأردن لينتقل بعد ذلك إلى تحقيق بعض الشعبية على المستوى العربي، ودائرة الأرصاد الجوية التي لا تحظى للأسف بثقة كبيرة في تنبؤاتها من قبل المواطنين، وفي النهاية لم يتساءل أحد عن الإجراء الضروري اتخاذه لتقييم هذه التنبؤات، والحيلولة دون وجود تكلفة اقتصادية غير مباشرة يصعب تقديرها وقياسها، وإن كان يمكن تجنبها، خاصة أن الظروف الاقتصادية الراهنة لا يجب أن تتغاضى عن أي جانب للهدر حتى لو كان ضئيلاً.

    يمكن للبعض أن يجادل بأن عملية التنبؤ بحالة الطقس تعتريها هوامش مقبولة للخطأ، وأن تحقق التنبؤات الجوية يمكن أن يخفق من وقت إلى آخر، ومع ذلك تبقى أية تبريرات غير كافية لردم ما كان متوقعاً من جو عاصف لا ينصح معه بالخروج من المنزل وما شهدناه من طقس مثالي للنزهات يوم السبت، الأمر الذي يدفع للتأمل في أدوار كثيرة لم تعد مؤسسات الدولة تشغل نفسها بتقييمها أو محاسبتها، ولا تعني بتحسينها وتصويب أخطائها بعد معرفة أسبابها، والسلوك الذي تبديه الحكومة تجاه دائرة الأرصاد الجوية والمواقع التي تنافسها، والإعلام الذي يتبنى المقولات التي تتناقض أصلاً مع مواقع عالمية تمتلك الإمكانيات اللازمة لعمليات التنبؤ بالطقس، هو سلوك يدفع للتساؤل حول إنسحاب تدريجي من أدوار كثيرة يمكن للحكومة أن تتابعه، فلا هي تقوم بتطوير أدواتها، ولا تقوم بتنظيم وضع الأدوات البديلة والمنافسة، ويمكن أن ينسحب الكلام من مجال الأرصاد الجوية إلى الإعلام وغيره من الوظائف التي يجب على الحكومة أن تلتفت لأهميتها.

    لا قيمة اقتصادية مباشرة لأخطاء الأرصاد الجوية، ولذلك لا تتحرك الحكومة، ولكن توجد قيمة لأداة ولو بسيطة في منظومة الحكومة، ومنافستها من مواقع وبدائل أخرى، وفي الحالتين لا يوجد أداء متميز في ضبط هذه الأدوار، والتخوف أن تنتقل قصة الأرصاد وطقس العرب إلى مساحات احتكاك أخرى نتمنى مثلاً ألا تكون متعلقة بدوائر حيوية مثل المواصفات والمقاييس أو الدواء والغذاء.





    [15-12-2019 09:19 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع