الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
عهود محسن – لم تعد حكومتنا تتورع من العبث بمصائر المواطنين وأمنهم الإقتصادي والإجتماعي وحتى الصحي، ليطل علينا الوزير الخارج مؤخراً من جوقة حكومة الرئيس عمر الرزاز رجائي المعشر ويخبرنا بأن ميزانية الحكومة من جيب المواطن .
لا أدري ماذا أقول "للإقتصادي المعتق" وهو من كان قبل مغيب الشمس بمطبخ صنع القرار الاقتصادي ورسم السياسات الرسمية للبلاد عن دعوته الحكومة، ليل الثلاثاء، إلى التوقف عن الاعتماد على المساعدات في وضع موازنة الدولة، والتأكيد على أن العبء الضريبي في الأردن يظلم الفقير على حساب الغني، مطالباً بإعادة النظر في توزيع العبء الضريبي.
المعشر - الذي ضُغط المواطنون إبان توليه حقيبة الشؤون الاقتصادية في حكومة الرزاز وأعلن لاحقاً فشل الإجراءات الحكومية في زيادة إيرادات الخزينة والإنعاش الإقتصادي - يتحدث اليوم بلسان لم نعهده قبل برهة من الوقت ، وهو ما يدفعني لسؤاله: لماذا خبأت هذا الجوهر المكنون من الحنكة الاقتصادية حتى الآن؟؟ ولماذا لم توجه به حين كنت في موضع صنع القرار أم أنك احتفظت به لتلوم الرفاق الآن وتحسب على خصوم الرئيس؟.
القصة لم تنته وضبابية المشهد الإداري لحكومتنا تستمر مع تزايد الإعلان عن حالات الإصابة والوفاة بإنفلونزا الخنازيز H1N1، وتزامن تعميم وزارة التربية والتعليم من خلال الصحة المدرسية بتحويل الطلبة المصابين بالإنفلونزا الموسمية للمراكز الصحية ومنع عودتهم لمقاعد الدراسة إلا بالحصول على قرار طبي بالسماح لهم بذلك، مع تأكيدات وزير الصحة سعد جابر من مستشفى الكرك الحكومي - التي يطالب نوابها بإعلانها منطقة منكوبة - بأن الوزارة تقوم بتقديم المعلومات حول الإصابات ولا يوجد ما تخفيه.
قلق وزير الصحة جابر خلال مخاطبته المواطنين ودعوتهم لعدم الخوف من انتشار حالات الإصابة بانفلونزا الخنازير، ترافق مع استمرار وزارته بالاعلان يومياً عن اصابات ووفيات جديدة، والتي وصلت الى 5 وفيات آخرها سيدة أربعينية، و199 اصابة، وهو ما يظهر وجود اختلال في الرؤيا الرسمية للتعامل مع ازمة الفايروس والتي تحولت لخوف يفوق الخوف من الفيريوس بحد ذاته، والتي تكللت بمنع بعض المواطنين أبنائهم من الذهاب للمدراس وارتداء الكمامات في الشوارع.
الأربعاء كان يوماً جدلياً بامتياز حمل الكثير من التصريحات الحكومية المرتبطة بالحياة الشحصية المباشرة للمواطنين، ليس بعيداً عن صحة المواطن وحياته ، حيث نشرت صحيفة يومية فتوى لدائرة الافتاء عنونتها بـ " “الافتاء” تجيز التوقف عن علاج المريض إذا قرر الأطباء أن لا أمل في الشفاء" وقالت الصحيفة إن دائرة الافتاء ردت على سؤال حول “حكم ترك الإنعاش القلبي للمريض في حال توقف القلب” لا أعلم ما الحكمة من توجيه هذا السؤال الآن أو إصدار الفتوى لكنني أوقن أنه خلق حالة من الرعب في قلب ونفس كل مريض وذويه خصوصاً الأمراض المزمنة.
نشر الفتوى وتداولها طرح فكرة "الموت الرحيم" وغلفها بغلاف ديني، وأعاد للذاكرة تصريحات النائب محمود الطيطي حول مرضى السرطان وأنهم ميتون لا محالة موجهاً كلامه لرئيس الوزراء عمر الرزاز بالقول حينها يازلمة " مريض السرطان شو بده ما هو ميت".
تملكني الخوف وأصبت باختلاط في المشاعر وأنا أتابع المشهد الحكومي، وتذكرت مقولة الملك الراحل الحسين بن طلال "الإنسان أغلى ما نملك" وتمنيت لو وضعت المقولة أمام مكتب كل وزير ومسؤول ليعي ثقل المسؤولية على كاهلة تجاه الإنسان الأردني باعتباره أثمن ثرواتنا، بعدما تحول لبطاقة ATM لحكوماتنا المتعاقبة تلجأ لسلخ جلده بين الحين والآخر.