الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هل ينقلب «الليكود» على نتانياهو .. اليوم؟ - محمد خروب

    يخوض رئيس حكومة تصريف الأعمال في كيان العدو الصهيوني نتانياهو اليوم اختباراً على زعامته، بعد عشر سنوات لم «يجرؤ» أحد داخل الحزب الفاشي العنصري الذي يرأسه (الليكود وتعني بالعربية التكتل) على تحدّيه، رغم سعي بعض الشخصيات إلى ذلك، لكن سرعان ما تتراجَع سواء بمسارعة نتانياهو لاحتوائها ورشوتها بالمناصب, أم عبر عزلها داخل الحزب ودفعها للصمت أو الإستقالة.

    جدعون ساعر، أحد قادة الحزب الاستيطاني والأكثر شعبية (بعد نتانياهو), اختار مواجهة رئيس الحزب الذي استأثر بالقيادة المُتواصِلة له خصوصاً رئاسة الحكومة, دون أن تجري أي انتخابات تمهيديةعلى الموقع الأول, فيما جرت انتخابات «برايمرز» لقائمة الكنيست عند حدوث انتخابات برلمانية, لكنها هذه المرة وعلى ابواب الانتخابات المُبكرة الثالثة خلال عام واحد, لن تُجرى انتخابات للقائمة (برايمرز) بعد نجاح نتانياهو في دفع «محكمة الحزب» إلغاء قرارها السابق القاضي بإجراء «البرايمرز» للقائمة العتيدة، ما اعُتُبِرَ نصراً جزئياً لنتانيا?و الذي «أُجبِر» على تحديد 26 الجاري (اليوم) لإجراء انتخابات داخلية على رئاسة الحزب في مواجهة ساعَر.

    احتمالات خسارة نتانياهو رئاسة الليكود المُتواصِلة منذ 2005 كما رئاسته حكومات الكيان عشر سنوات مُتصِلة منذ2009 تبدو ضعيفة، لكن رضوخه لمطلب التنافس على رئاسة الحزب يعكس ضمن أمور أخرى, حال ضعف وبخاصة بعد توجيه لائحة الإتهام بالرشوة والاحتيال واساءة الامانة له, فضلاً عن فشله المُتكرّر تشكيل إئتلاف حكومي لِـ(مرتين) بعد انتخابات 9 نيسان الماضي, والثانية انتخابات 17 أيلول المُنصرم.

    من جِهته فان «ساعر» لا يُشكّل بديلاً «ايديولوجياً» لنهج نتانياهو الإستيطاني العنصري, الذي تنهض عليه فلسفة الليكود, منذ نجاح مناحيم بيغن في تجميع قوى اليمين الصهيوني المتطرف تحت راية الليكود وقيادة إنقلاب ايار1977 (عبر الإنتخابات) وهزيمة حزب العمل، على نحو واصل الحُكْم فيه حتى الان, رغم بعض الهزائم التي لحقت به بوصول حزب العمل الى رئاسة الحكومة, تارة بزعامة رابين وطورا بقيادة باراك, وقبلهُما في حكومة «وحدة وطنية» تبادل فيها بيرس رئاسة الحكومة مع شامير ثمانينيات القرن الماضي.

    لكنه - ساعر - يُؤسّس حتى لو هُزِم, لمرحلة جديدة داخل الليكود, بعد مُصادرة/قمع نتانياهو الاجراءات التي يُفترَض بالحزب إتّخاذها قبل كل مؤتمر او انتخابات برلمانية جديدة, فضلاً عن ان ساعر اختار حال الضعف والتراجُع التي يعيشها نتانياهو لإعلان «التمرّد» عليه.

    فوز نتانياهو وخسارة ساعر, لن تمنح الأَول اوراقاً جديدة في معركة «البقاء» السياسي, بخاصة في مواجَهة «المُحاكَمة» التي قد تبدأ قبل انتخابات الكنيست في2 آذار القريب، فضلاً عن حقيقة ان معسكر اليمين لن ينجح في تشكيل إئتلاف حكومي بعدها, لأنه لن يَبلغ أغلبِية تُؤهله الحصول على ثقة الكنيست «23», وفق الإستطلاعات.

    فيما يَعِد ساعر.. نتانياهو, بانه سيُرشِّحه لرئاسة «الدولة» تعويضاً عن خسارته, وكي يواصل «خدمة اسرائيل في المحافِل الدولية». أما نتانياهو فيُغازِل المستوطنين ببناء المزيد من المستوطنات والمناطق الصِناعية علّهم يحولون دون ساعر وترَؤّوس الليكود.





    [26-12-2019 08:54 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع