الرئيسية مقالات واراء
ينتمي الكثيرون لقروبات على الواتس آب، بعضها مفتوح بعضها مغلق، بعضها يدعي الـتأثير وينجح في مقابلة المسؤولين بصيغة وفود، مثل قروب (س) وقروب (ص) وبعضها متخصص ويناقش المسائل داخل القروب وباحترام، وبعض القروبات جهوية قاتلة تتحول إلى مباركات وتعاليل.
قروب «حماية التعليم والمناهج» واحد من المجموعات المتخصصة، وفيه أعضاء محترمون معنيون بالتعليم، ودار حوار امس عليه حول منهج الفلسفة وضرورة استعادته كبداية أو كجزء من الإصلاح المنشود، والبعض دافع عن استعادة الفلسفة بضراوة، ولكني أرى من الواجب مشاركة الناس رأيي، وهو أن استعادة الفلسفة لا تكفي، وأننا غير مؤهلين لذلك.
وما قلته في سبيل دعوة الصديق د. ذوقان عبيدات للتفكير الناقد كسبيل لتطوير التعليم والتدريس، أن التفكير الناقد كي يحل ويعمل به، يحتاج لبنية تحتمله وتتفاعل معه وتؤيده. ونحن اليوم كما كنا عام 1924 بعد إلغاء الخلافة على يد كمال أتاتورك، قسم يبحث عن الملاذ للأمة بصيغة اسلاموية وهذا متغلغل ومكين ويريد انقاذها من الضلال، وانتهى بأن رفع القرآن دستورنا وهم لليوم في حاضرنا.
وقسم يريد التغريب واتهم بالالحاد والزنذقة، وهذا لم تتشكل له روافع تحمله، سوى تأييده الخجول من قوى البازار، وقسم حائر بهويته، وقسم يريد العقلانية لكن أدواته اضعف من ان تقاوم حراس الدين ووكلاء الشرع ومحاسيب الاستبداد.
وقد رد أحد الأعضاء ولا اسمح لنفسي بذكر اسمه، بأن الجامعة الأردينة خرجت عددا من قسم الفلسفة حتى منتصف السبعينات وكان لهم دور كبير، وقمت بالرد بالقول: اعتقد ان هناك هالة ومغالاة كبيرة بقصة الدور، لما فعل في الستينات والسبعينات، فالنتيجة التي تحققت أن تخرجت طبقة عريضة من الموظفين والمحافظين وقلة من الفاسدين، مع عدم التعميم، ورفضت أدوار البعض الطليعية التنويرية لا بل أن الاساتذة من ذوي التفكير العلمي واليساري واجهوا السباب في المنابر والجميع يذكر الموقف الرافض لنهج
د. سري ناصر الهام في تعليم الطلاب خدمة مجتمعهم.
وأرى أن مواجهة التغيير النخبوي تمت عبر الحكومات الرافضة للتقدم، وخاصة بعد النكسة واحداث أيلول واحداث الجامعة الأردينة 1978 وكانت في مسارين وهما: تمكين النخب الانتدابية وابنائها ثم احفادها في البلد كوكلاء تغيير وتحديث وئيد عبر مقولة التنمية، والنتيجة طبعا ستكون اغلاق الفكر الديمقراطي التعددي، وهذا ما تلاقى مع شعارات الاسلاميين لاحقاً وآنذاك، والثانيه الابقاء على مجال من الحرية والمرونة تجاه المعارضة بشكل بسعة نصف انش، كل ذلك اوجد الانسداد اليوم.
وازيد بأننا لم نجح في تدريس التاريخ الوطني ولا العالمي ولا الانساني بحياد وموضوعية، كي ننجح في الفلسفة، لكن المحاولات واجبة، خاصة في ظل مراجعات الإسلاميين لخاطابهم، واتجاههم للمشاركة وتحولاتهم الفكرية التي هي أفضل اليوم.