الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
ياسر شطناوي - ما أن أعلنت ايران عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بعد غارة أمريكية مخطط لها في مطار بغداد، حتى بدأت التهديدات الايرانية تنطلق من كل حد وصوب ووعود بالرد والثأر.
بدايات التهديد جاءت من داخل مجلس الأمن القومي الايراني، الذي وعد بحرب بكل المنطقة، وجاء بعد ذلك تهديد من الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله الذي أكد على أن القضية لن تموت، إلى جانب التهديد الأخير الذي وجهه إسماعيل قاآني القائد الجديد لفيلق القدس في الحرس الثوري متوعدا بأن يرى الجميع جثث الأمريكيين في كل الشرق الأوسط، انتقاماً لإغتيال سليماني.
الولايات المتحدة التي نفذت العملية اتخذت العديد من الإجراءات الفورية، والتي كان أولها الطلب من رعاياها مغادرة العراق فوراً، إلى جانب طلبها من بعض الدول الحليفة لها تعزيز الأمن قرب سفارتها والمنشآت التابعة لها، خوفاً من أي عمل عسكري.
كما قررت وزارة الدفاع الأمريكية" البنتاغون" نشر 3 آلاف إلى 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط بعد اغتيال سليماني .
شعبياً وعلى مواقع التواصل تفاعل الشارع العربي مع عملية قتل سليماني ، ومع التهديدات الايرانية بالرد، كما دشنوا على مواقع التواصل الإجتماعي وسم " الحرب العالمية الثالثة" في اشارة منهم الى أن هذه العملية كانت "القشة التي قسمت ظهر البعير" والتي ستكون بداية اندلاع حرب كبرى بين ايران وواشنطن.
خبراء قللوا من قيمة التهديد الايراني المضاد للولايات المتحدة، واشاروا بتصريحات لـ " أحداث اليوم" أن هذه التهديدات تأتي في أطار رد الفعل العادي، دون أي تنفيذ فعلي لحرب كبرى.
وبينوا أن ايران اضعف من أن تدخل في حرب مباشرة مع الولايات المتحدة في هذه الفترة، خاصة وأن الأزمات ما زالت متراكمة في الداخل الايراني، ومنوهين إلى انه اذا كان هناك رداً ايرانياً سيكون من خلال عمليات عسكرية فردية مستقبلاً، مثل استهداف بعض الشخصيات الأمريكية او الجنود في المنطقة.
مبالغة وتهويل
استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك محمد بني سلامة بيّن أن الحديث عن حرب عالمية ثالثة ومباشرة بين القوى العالمية بعد مقتل سليماني كلام مبالغ فيه ويشوبه الكثير من التهويل.
وقال بني سلامة لـ " أحداث اليوم" إن الولايات المتحدة الامريكية قادرة على حسم أي معركة دون أن تنزلق في حرب كبرى، مبيناً أنه على المستوى التاريخي لم تصل حدة الصدام بين ايران وواشنطن إلى الحرب المباشرة، باستثناء بعض الصدامات المختلفة بشكل فردي.
واوضح أن التهديدات الايرانية تأتي الآن على العملية في اطار الكلام من أجل امتصاص غضب الشارع الايراني، ومن أجل تهدئة الأوضاع المأزومة داخلياً، مبيناً أن أي ردّ محتمل لن يكون مباشراً ولن يكون على شكل حرب كبرى.
على المستوى الأردني توقع بني سلامة أن يتخذ الأردن اجراءات احترازية لحماية مصالحة ومصالح الحلفاء بعد عملية مقتل سليماني، مضيفاً أن على المملكة أن تراقب بحذر للغايات الإحترازية، مستبعداً أن ينخرط الأردن في وقتٍ لاحق بأي عمل عسكري قد يحدث بين واشنطن وايران.
إغتيالات لدبلوماسيين
الخبير العسكري والإستراتيجي صالح عبابنة، قال إن التهديد الايراني للولايات المتحدة يصعب أن يكون على شكل حرب كبرى لأن أمريكا لديها حلفاء كثر بالمنطقة.
وأضاف عبابنة في تصريح لـ " أحداث اليوم" أن العمليات التي قد تقع ستكون على شكل إغتيالات لدبلوماسيين أمريكيين أو قوات أمريكية بشكل ثانوي غير مباشر.
وأضح أن هذه العمليات قد تقع في المناطق التي تشهد عدم استقرار، خاصة العراق، وسوريا ولبنان، مستبعداً أن يكون الرد سريعاً من ايران، وموضحاً انه في حال اقدمت ايران على أي خطوة الآن ستكون الخاسر الأكبر.
وأكد عبابنة أنه لن يكون لعملية مقتل سليماني أي ارتداد يذكر على الأردن، ولا يوجد أي تخوفات ابداً، منوهاً إلى أن ما قد يتخذه الأردن من اجراءات يأتي في الأطار الإحترازي الروتيني العادي.
دولة براغماتية
الدكتور حسن المومني استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية قال إن ايران وعلى مر التاريخ تعتبر دولة براغماتية ولا ترغب بالمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.
وأضاف المومني في توضيح لـ " أحداث اليوم" أن ايران استطاعت أن تعزز نفوذها من خلال إستغلالها لأخطاء امريكية في المنطقة في العراق وغيرها، منوهاً إلى أن التهديد جاء هذه المرة أكبر لأن مقتل سليماني كان بالنسبة لليرانيين انفسهم أمراً مستحيلاً.
وقال إن الرد الايراني سيأتي دون شك، لكن يبقى السؤال أين ومتى، منوهاً إلى أن لدى ايران هياكل وخلايا في العراق وسوريا واليمن وغزة، شكلتها لتبين هيمنتها في المنطقة.
وعن الإجراءات الأمريكية وضّح المومني أن الولايات المتحدة انتقلت من الجانب الدفاعي للهجومي ، مبيناً أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة رغبة أن تدخل بصراع مباشر كما وقع في افغانستان والعراق.
وختم أن سمعت ايران وثقة حلفائها لها الآن على المحك، خاصة أن العلمية الأمريكية استهدفت الرجل الثاني في ايران قاسم سليماني.
وكان المرشد الايراني علي خامئني عين العميد اسماعيل قاآني قائد لفيلق القدس، خلقا لقاسم سليماني الذي قتل بعملية امريكية قرب مطار بغداد فجر الجمعة.