الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
أحمد بني هاني - مع احتمال تصاعد حدة التوتر في المنطقة بعد استهداف إيران لقاعدتين جويتين توجد فيهما قوات أميركية في العراق، فجر أمس الأربعاء، تبقى سيناريوهات الصراع الأميركي الإيراني مفتوحة.
إيران شنت هجوما اعتبرته ردا يتناسب مع اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، الجمعة الماضي، في بغداد، حيث أطلق الحرس الثوري 12 صاروخا باليستيا قبل أن تبدي عدم رغبتها بالتصعيد والدخول في حرب إلا إذا اختارت أميركا التصعيد بحسب الخارجية الإيرانية.
الاتجاه نحو التهدئة وخفض التصعيد العسكري في المنطقة بين أميركا من جهة وإيران والحشد الشعبي من جهة أخرى، وفق خبراء عسكريون ومحللون سياسيون الذين أشاروا إلى أن طهران لم تتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها واشنطن لرد الأولى.
ورجح الخبراء أن تفرض أميركا عقوبات اقتصادية على طهران وهو ما بدى واضحا في كلام رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الذي قال، "سنفرض عقوبات اقتصادية اضافية على النظام الإيراني فورا"، كما أن خيار المواجهة العسكرية مستبعد في هذه المرحلة.
إيران لم تتجاوز الخطوط الحمراء
ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسن البراري أن إيران لم تتجاوز في هجماتها الصاروخية الخطوط الحمراء التي رسمتها الولايات المتحدة للرد الإيراني على مقتل سليماني.
ويقول البراري لـ"أحداث اليوم"، إن ردة الفعل الإيرانية كانت رمزية وموجهة للداخل الإيراني إلى جانب إيصال رسالة للعالم بأنها جادة بالرد لإعادة الزخم تجاه النظام هناك.
ويضيف أن الضربات الصاروخية الإيرانية لم تقتل أي جندي أميركي ولم تلحق أضرارا بالمعدات العسكرية وبالتالي فإن الضرباات لم تصل إلى مستوى الرد الأميركي عليها.
ويشير البراري إلى أن الاتجاه الآن نحو التهدئة وخفض التصعيد وفرض عقوبات اقتصادية على طهران وأن خيار الدخول بحرب جديدة غير وارد.
وتابع، إيران مرهقة اقتصاديا وترامب لا يريد الدخول بحرب في موسم الانتخابات وأن ما جرى منذ البداية كان بناءً على معلومات استخباراتية أميركية حول نية سليماني استهداف مصالحها في العراق وتعاملت مع الموقف.
هجمات متفق عليها بين الطرفين
بدوره يؤكد الخبير الأمني محمد الدباس أن سيناريوهات الصراع الأميركي والإيراني عديدة إلا أن الدخول في حرب هو أمر مستبعد والسيناريو الأقرب الاتجاه نحو التهدئة بين الطرفين.
ويقول الدباس لـ"أحداث اليوم"، إنه من المرجح أن تكون الهجمات الصاروخية بالتنسيق بين الجانبين وخاصة خلو القاعدتين من الجنود الأميركيين وعدم إصابة أي أحد.
ويبيّن أن الوجود الأميركي في العراق مستمر ولن يكون هناك أي خروج على المدى المنظور كما أن أميركا لن تترك منابع النفط في العراق.
وبشأن سيناريوهات النزاع الأخرى أوضح الدباس أنه من الممكن أن تتدخل روسيا وتركيا وربما الصين في الخفاء ولكن كل هذه الاحتمالات ضعيفة بالمقارنة مع اللجوء إلى التهدئة.
وشدد على أن أميركا لن تترك إيران بدون عقوبات وهو ما ظهر في بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء.
الطرفين اختارا التهدئة
من جهته يقول الوزير الأسبق والكاتب السياسي محمد المومني إن رد الفعل الأميركي بعد الهجمات الإيرانية ينهي المواجهة الماضية عند هذا الحد وبالتالي وقف التصعيد.
ويلفت المومني لـ"أحداث اليوم"، إلى أن الولايات المتحدة قد تفكر بأسلوب جديد في الشرق الأوسط وذلك بعد دعوة ترامب لحلف الناتو للاضطلاع بدور عسكري أكبر في الشرق الأوسط.
ويوضح أن التحركات الإيرانية لم تصل إلى مستويات تستفز ردة الفعل الأميركية وخاصة أن الهجمات لم تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.
ويتابع أن الهجمات والرد توقف هنا وشكل وطريقة الرد تدلل على ذلك وأن الرغبة غير موجودة عند الطرفين للدخول في حرب تستنزفهما.
ويستبعد المومني انسحاب الولايات المتحدة من العراق في الوقت القريب لأن الوجود الحالي بناءً على حماية المصالح الأميركية في المنطقة وسيكون من المهم التنسيق بينها وبين حلف الناتو في الشرق الأوسط.
وتبنى الحرس الثوري الإيراني، فجر أمس الأربعاء، استهداف قاعدتي "عين الأسد" و"حرير" وذلك انتقاما لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني الجمعة الماضي، في بغداد، في حين قلل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حدة الهجمات.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة لا تريد استخدام قوتها العسكرية، مشيراً إلى عدم إصابة أميركيين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية على القواعد العسكرية التي تستضيف قوات أميركية في العراق.
وأكد الرئيس الاميركي أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات اقتصادية قوية على إيران، داعيا القوى الكبرى وفي مقدمتها الأوروبيون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وحلف شمال الأطلسي (الناتو) للحضور بشكل أكبر في الشرق الأوسط.