الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أبو غنيمة يكتب: وقفات مع حديث الروابدة

    لعلها المرة الأولى التي أرى فيها دولة د. عبد الرؤوف الروابدة متحفظا في حديثه، مع لحظات صمت لم نعهدها من دولته، فهو متحدث مفوه لا تنقصه الصراحة والحجة فيما يقول سواء اتفقنا معه ام لم نتفق سياسيا.

    وابدأ من حيث بدأ دولته حين تحدث عن تعريف ما جرى في واشنطن، هل هو صفقة ام تسوية ام تصفية، حين اكّد انها ليست صفقة لانها حدثت من طرف واحد بدون مشاركة الطرف الآخر المعني بالقضية الفلسطينية، اسوق هذه البداية لاقول، ان ما طلبه دولة ابو عصام من الجميع في الاردن ان يتناسوا خلافاتهم السياسية ويضعوها جانبا ليقفوا بجانب الدولة في مواجهة صفقة القرن، فيه ظلم كبير للشعب الاردني وللقوى السياسية التي يطلب منها ان تطون جزءا من مواجهة مثل هذه التسوية او التوصية للقضية الفلسطينية فيما يتعلق بمخاطرها على الاردن؛ الظلم الذي اقصده على الشعب الاردني - وهو ما كان دوما إلا في صف الوطن في كل المحطات التاريخبة التي عصفت بالبلاد منذ عقود- حين تطالبه يا دولة الرئيس بأن يتحمل تبعات إبعاده - اي الشعب - وقواه الوطنية الحقيقية عن صنع القرار في الاردن لعقود طويلة، وما جلبه هذا الإبعاد والإقصاء والتهميش من ويلات ونكبات سياسية واقتصادية واجتماعية على الوطن. كيف تقنع مواطنا يا دولة الرئيس ان يثق بالحكومة، اي حكومة، وبمنظومة الدولة التي مارست كل هذه السياسات والإجراءات بحق الوطن والمواطن، كيف لنا ان لا نتهم هذا النهج الذي سارت -وما زالت مصرّة عليه الدولة- هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه، والذي كان من نتائجه الكارثية باعتقادي هذا التهميش والإقصاء للدولة الاردنية في ما طرحه الرئيس الامريكي في واشنطن قبل ايام.

    اختلف مع دولة الرئيس الروابدة، في طلبه وضع الخلافات السياسية مع سياسات الدولة جانبا، لاني اؤمن بأن الدولة القوية القادرة على مواجهة اي تحدي يواجهها داخليا او خارجيا، إنما يكون بوجود شعب يثق بحكوماته وبرلمانه ونقاباته واحزابه، وكل هذه المؤسسات الرسمية والشعبية اوصلتها ساسيات الدولة الى فقدان ثقة الشعب بها بصورة غير مسبوقة نتيجة العبث الذي كان ولا زال يُمارس فيها.

    ليس المطلوب من الشعب دولة الرئيس، أن يقدّم مبادرات حُسن نوايا للدولة، فالمُؤكد لا يُؤكّد، فطالما كان الشعب في صف وطنه وقيادته في الصعاب والملمات، بل المطلوب ان تُقدّم الدولة بمختلف مؤسساتها، مبادرات حُسن نوايا تستعيد من خلالها ثقة الشعب بها والتي لا يمكن استرجاعها إلا بإجراءات حقيقية وصادقة من الدولة تجاه الشعب.

    تغيير الحكومة بحكومة تحظى بثقة الشعب، وإجراء انتخابات برلمانية حقيقية، وليفز من يفوز كما قلت دولة الرئيس، قد يكون بداية الطريق لاستعادة ثقة باتت بعيدة المنال من غالبية فئات الشعب، على ان تتبعها خطوات تعزز ايمان الشعب بمنظومة الدولة الاردنية وإعادتها الى طريقها الصحيح.

    الاستماع لرجال الدولة امر جيد ومطلوب من الاعلام الرسمي، ولكن المطلوب اكثر ان تفتح شاشاتها ووسائلها لكافة اطياف المجتمع موالين ومعارضين، فكلنا للوطن سواء.





    [02-02-2020 09:34 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع