الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
أحمد الملكاوي - منذ أن أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خطته للسلام في الشرق الاوسط أو ماعرف بـ" صفقة القرن"، أعلن الأردن الرسمي والشعبي رفضه للصفقة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وحلها على حساب الأردن، وتحويل أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لكنتونات مقطعة تتصل مع قطاع غزة عبر نفق.
الرفض الأردني لم ينحصر ببيان وزارة الخارجية منفرداً، وتعداه لإصدار العديد من التصريحات الرسمية وعقد مؤتمرات صحفية إضافة وليس انتهاءً بالتأكيد على رفضها في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة قبل يومين، وتحت قبة البرلمان الأحد، ومنظمة التعاون الإسلامي الإثنين.
الشارع الأردني عبر عن موقفة من خلال حراكات شعبية جابت البلاد بطولها وعرضها للمطالبة بإنهاء معاهدة وادي عربة الموقعة عام 1994، و تخفيض التمثيل الدبلوماسي وطرد السفير الإسرائيلي من مقره في رابية عمّان.
مراقبون وحزبيون أكدوا منذ اللحظة الأولى لإطلاق الصفقة بأنّ كلمة الرفض وحدها لا تكفي ويجب أن تتبع بإجراءات تؤكد قوة الأردن وموقفه في ظل مخاوف أمنية "إسرائيلية من رد فعل أردني قد ينهي عملية السلام برمتها.
موقف مبهم
وفي هذا السياق، يقول أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديموقراطي سعيد ذياب إنّ الموقف الحكومي تجاه صقفقة القرن ما زال مبهما ومعلقاَ بين الموافقة والرفض، لأن البيانات الصحفية والتصريحات وحدها لا تكفي.
ويضيف ذياب لـ"أحداث اليوم" إنّ النظام السياسي والحكومة ملزمان في الوقت الحالي بإعادة النظر بالعلاقات الخارجية مع إيران وسوريا والعراق، ومحاولة خلق قدرة تجابه صفقة..
ويبين أن الشارع الأردني يحتاج الكثير من الفعاليات الحزبية والحراكي والمطالبات للصغط على الحكومة وتثبيت قرار الرفض الذي يجب أن يتبع بعدة إجراءات تعتزم إنهاء خطط "إسرائيل" وأميركا.
ويشير إلى ضرورة إعادة الثقة الشعبية بالحكومة من خلال سلسلة إجراءات إقتصادية تتمثل بتخفيض الضرائب وإنهاء التبعية لصندوق النقد الدولي إضافة إلى إجراءات إصلاحية بمحاربة الفساد وملاحقته بالمعنى المطلوب ورفع سقف الحريات ومشاركة الشعب بالقرارات السياسية.
ويرى ذياب أنّ تواجد عشرات الأردنيين في المعتقلات والسجون بسبب آراءهم يقلل ثقة الشعب بالحكومة وجديتها في مجابهة صفقة القرن، خاصة وأن بعض معتقلي الرأي وضعوا خلف القضبان بعد المناداة برفض الخطة الاميركية.
ويتابع انّ الدور الحزبي في مجابهة صفقة القرن يتمثل باستمرار الفعالية وتوجيه الشعب للضغط على الحكومة وتحديد موقف الرفض.
الأردن قادر على وقف الصفقة
من جهته يؤكد امين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة قدرة الأردن على قيادة حراك عالمي ودولي وشعبي لوقف صفقة القرن والتخفيف من تداعياتها كما فعلت مسبقا.
ويضيف العضايلة لـ"أحداث اليوم" أنّ الأردن بات أكثر الدول العربية امتلاكاً لأوراق الضغط على "إسرائيل" وأميركا في مجابهة صفقة القرن والتهديدات الاقتصادية والسياسية من خلال العمل على إنهاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وتخفيض التمثيل الدبولماسي.
ويوضح أن المسؤولية الكبيرة على عاتق الأردن جاءت من وقدرته من نوعها بين دول المنطقة خاصة بعد أن ساهم الحراك الأردني الشعبي والسياسي في تخفيف تبعات نقل السفارة الأميركية إلى القدس والإعتراف بالعاصمة المقدسة عاصمة لـ"إسرائيل".
ويشير العضايلة إلى أنّ الدور الحزبي في هذا القضية لا يقل أهمية عن الدور الشعبي والسياسي للنظام خاصة في اولوية التوجيه وقيادة الحراك، من خلال إقناع الشارع المحلي بالقدرة على تحمل الصفقة وما قد ينتج من ضغوطات سياسية واقتصادية.
ويتابع أنّ الأردن واجه ضغوطات سياسية واقتصادية من قبل حين اعلن موقفه من حرب الخليج عام 1991، والتي استطاع فيها الشعب الأردني مجابهة مقاطعة دول عديدة وخرج منها قوياً.
حشد أردني
أمين عام حزب التجمع الوطني الديموقراطي شادي العبادي يرى أنّ الأحزاب السياسية يجب ان تعمل على تحشيد الشارع الشعبي، وتضويح الصورة والخطورة التي يتعرض لها الأردن مهددا بصفقة القرن .
ويبين لـ"أحداث اليوم" أنّ التعبير السلمي وتوضيح الصورة للشارع الشعبي قد يسهم في تثبيت الموقف الرسمي الرافض للصفقة المطابق للرأي الشعبي.
ويضيف أن على الحكومة تخفيف العبئ الضريبي على المواطن لتحمل الضغوطات الاقتصادية التي قد يتعرض لها الأردن خلال الأيام القادمة من الصفقة.
ونشر الرئيس الأميركي عقب إعلان صفقة القرن بدقائق خريطة للدولتين الفلسطينية و"الإسرائيلية" وفق خطة السلام لتسوية الصراع في الشرق الأوسط والتي أعلنها اليوم الثلاثاء.
وتتضمن الخطة، المعروفة باسم صفقة القرن، دولة فلسطينية مقسومة إلى جزئين، مكونة من أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة، يربط بينها نفق يمر أسفل أراضي دولة "إسرائيل"، تضم منطقة غور الأردن.
وتوضح هذه الخريطة النية في توسيع أراضي قطاع غزة بإضافة منطقتين كبيرتين على الحدود المصرية.
كما تشير هذه الخريطة إلى أن "صفقة القرن" لا تنص على نقل أي من الفلسطينيين والإسرائيليين من أماكن إقامتهم الحالية.
وقال ترامب، في تغريدة نشرها تعليقا على هذه الخطة: كنت دائما إلى جانب دولة إسرائيل والشعب اليهودي. أدعم بقوة أمنهم وحقهم في العيش في وطنهم التاريخي. حان وقت السلام!.
وجدد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي رفض الأردن للصفقة ووقوفه إلى جانب الشرعية الدولية والسلام العادل أساس حل الدولتين بضمان إقامة دولة فلسطنية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وحيداً لحل الصراع.
وأكد الصفدي في الاجتماع الوزاري الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي الاثنينثوابت المملكة إزاء القضية الفلسطينية وشروط تحقيق السلام الذي قال إنه يجب أن تؤمن به الشعوب وتحميه حتى يكون دائماً.