الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مع النمو .. مع التشدد

    الحكومة وصندوق النقد الدولي مع النمو الاقتصادي، ومع تخفيض الفقـر والبطالة، ومع التشدد المالي والنقدي، لكن الخلاف هو حول الآليات.

    من وجهة نظر الحكومة فإن التوسع في الحوافز والإنفاق وتخفيض الضرائب هو الحل المثالي لتحقيق أهداف النمو أما الصندوق فيرى أن ضبط المالية العامة والاستقرار النقدي هو السبيل لذلك.

    وجهتا النظر ليستا خطأ، لكن الأولى وهي التوسع يمكن سلوكها في ظل أوضاع مالية مريحة، والعكس صحيح فهل هذا ما سيفعله برنامج التصحيح الجديد ؟.

    أخذ البرنامج الجديد للتصحيح الاقتصادي عنواناً لامعاً وهو تحقيق النمو لزيادة الإيرادات وتخفيض عجزالموازنة وضبط إيقاع المديونية، لكنه في صلبه يبدو أكثر حذراً، فشدد على النضباط المالي وحذر من التوسع في الحوافز وعاب على هيكل الضرائب وفي ثناياه كثير من الإعفاءات مثل ما يمنح للمناطق الحرة والتنموية.

    أهداف البرنامج الذي انتهى ركزت على استقرار الاقتصاد الكلي، وتحفيز النمو الاقتصادي. وبالرغم من أن الإدعاء بأن البرنامج نجح لكن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب، فلم ينخفض عجز الموازنة ولم ترتفع الإيرادات بل انخفضت ولم يتم ضبط المديونية بل زادت.

    لو أن البرنامج نجح لما كانت هناك حاجة لبرنامج جديد يمتد لأربع سنوات وهو ما ألمح اليه رئيس بعثة الصندوق الى الأردن في إجابته عن سؤال «متى يمكن للأردن أن يتخلص منكم»، لكن الخلاف هو ما إن كان سبب الإخفاق النسبي الحكومات التي لم تلتزم بالبرامج أم البرامح ذاتها التي لم تكن تناسب الأردن!.

    طلبنا أن تكون هناك دراسة محايدة لتقييم البرامج ونتائجها، وبانتظار تقرير صندوق النقد الدولي نقرأ فيه ما بين السطور، لكن يمكن القول بصراحة أن النجاح تحقق في السياسة النقدية من حيث أن التضخم انخفض، وعجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات ضاق، واحتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية ارتفع إلى مستويات أكثر من مريحة أما في السياسة المالية فكانت النتائج مختلطة وبعضها مخيبة فلم ترتفع الإيرادات، ولم يتم ضبط النفقات كما يجب، والعجز لم يتقلص، وارتفعت المديونية ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار ذلك إنجازاً.

    يتفق المسؤولون مع الصندوق بأنه كان هناك عيب لكن الصندوق يلوم عدم الالتزام بالبرنامج ويردد المسؤولون بأن الظروف غير مواتية خصوصاً في المنطقة.

    الظروف لم تتغير ولا يبدو في الأفق أنها تتجه لانفراج قريب، فما الذي يمكن أن يتوفر من مناخ لنجاح البرنامج الجديد القائم على تحقيق النمو؟.





    [04-02-2020 08:18 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع