الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
عهود محسن - يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ بجني مكاسب إعلانه لصفقة القرن وسعيه لإنفاذ الرغبات الاحتلالية الصهيونية بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن وإنهاء مشروع حل الدولتين.
إعلان مجلس الشيوخ الأميركي براءة ترامب وأنه غير مذنب فيما يتعلق بتهمتي إساءة استخدام سلطات منصبه وعرقلة عمل الكونغرس التي وجهها له مجلس النواب في وقت سابق، أبطلت سعي الديمقراطيين إلى عزله بعد الإتهام الذي وجه له منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي.
بإعادة النظر للخلف قليلاً نجد أن اختيار وقت الإعلان عن الصفقة كان وسيلة لإنقاذ نتنياهو وترامب، فالأخير يتعرض لمسائلة في الكونغرس ونتنياهو يتعرض لاتهامات فساد ربما يمضي حياته بسببها خلف القضبان، وهذا الإعلان يعتبر هروبا من مشاكلهم وتأجيل للمواجهة مع الداخل الأمريكي والإسرائيلي وترحيل الأزمة للأردن وفلسطين.
الأخبار القادمة من البيت الأبيض أفادت بأن التصويت الأول من جولتي تصويت خاصتين بمحاكمة ترامب، برأ خلاله مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، ترامب من اتهام الديمقراطيين له بالتصرف بشكل غير لائق بشأن حجبه مساعدات أمنية أميركية مخصصة لأوكرانيا. وجاء تصويت مجلس الشيوخ برفض 52 للتهمة مقابل تأييد 48.
من المعلوم أن دستور الولايات المتحدة يفرض غالبية الثلثين (67 من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ) لكي يمكن إدانة الرئيس الذي سيعتمد على دعم لا لبس فيه يتمثل بأصوات 52 من 53 سناتورا جمهوريا على الأقل.
في ضوء ما تقدم بات لزاماً على الأردن والفلسطينيين الضغط باتجاه إفشال الصفقة وعدم السماح بتمريرها والتأكيد على لاءات الملك الثلاث والثوابت الفلسطينية لمنع نتنياهو وترامب من تحقيق أي تقدم حقيقي في سبيل إنفاذ التسوية واستغلال أصوات الرفض العالمية لها والمطالبة بالعودة لقرارات الشرعية الدولية.
الاتحاد الأوروبي أعلن على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيه إن الصفقة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط لا تتماشى مع المعايير المتفق عليها دوليا، مشددا على عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بسيادة إسرائيل على الأراضي المحتلة منذ 1967، وهو ما رفضته الخارجية الإسرائيلية واعتبرته "أمر مؤسف وغريب".
وقال ليور حياة المتحدث باسم الخارجية الثلاثاء "أن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل، اختار استخدام لغة التهديد تجاه إسرائيل، بعد فترة وجيزة من توليه منصبه وبعد ساعات فقط من اجتماعاته في إيران، أمر مؤسف وغريب".
وأضاف: "اتباع هذه السياسات والسلوك هو أفضل وسيلة لضمان تقليص دور الاتحاد الأوروبي في أي عملية".
تصريحات الاحتلال تظهر عمق الأزمة الدبلوماسية التي سيعانيها في حال المضي قدماً في فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والأردنيين، خصوصاً إذا ما ترافقت مع رفض داخلي إسرائيلي وقناعة بأن الصفقة جاءت لإنقاذ نتنياهو وتسهيل مهمته في الفوز برئاسة جديدة للوزراء.
رفض الأطراف الدولية لصفقة القرن واعتبارها انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية يحتم على الفلسطينيين رغم ضعف موقفهم والأردن الثبات على قراراتهم واعتماد لاءات الملك رداً على أي محاولات عربية أو دولية للإطاحة بثوابتهم لتفويت الفرصة على ترامب ونتنياهو لخلق أمر واقع على الأرض.