الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
عهود محسن - بات من الواضح جداً أن وعود نتنياهو التي أطلقها بضم الأغوار ليست دعاية انتخابية أو فقاعات إعلامية وإنما مخططات ثابته للحكومات الإسرائيلية القادمة سواء نجح نتنياهو في تجاوز أزماته وتشكيل حكومة أم لم ينجح.
نتيناهو أعلن غير مرة أنه في طور بسط السيادة "الإسرائيلية" على الأغوار والمضي في مشروعه الاستيطاني وهو ما يعظم المخاوف من لجوء سلطات الاحتلال للضغط على الفلسطينيين للهجرة القسرية مجدداً نحو الأردن، وتحميله أوزار التهجير الفلسطيني الثالث واغراقه بالأعباء وضرب معاهدة السلام بعرض الحائط، مهملاً حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين ومتناسياً حقيقة وجود الدولة الأردنية كطرف ثالث للصراع الوجودي على ضفتي النهر.
الانتخابات الثالثة التي يخوضها أكثر من 5.9 ملايين، ترافقت مع جولة تصعيد عسكري على قطاع غزة هي الـ13 خلال عام الانتخابات،في الوقت الذي يتحمور فيه الخطاب السياسي لمختلف الأحزاب اليهودية على ضرورة تصفية القضية الفلسطينية من خلال الحديث عن خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
في تطور ملفت أعلن نتنياهو بناء 5200 وحدة استيطانية جديدة شرقي حدود القدس، وتحديدا في المنطقة "إي1"، وهو ما سيؤدي إلى وأد حل الدولتين بشكل نهائي وفرض وقائع على الأرض بقطع التواصل الجغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية والقدس، ويقوض فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والتواصل، بحسب معلق الشؤون الفلسطينية والعربية شلومي إلدار في موقع "يسرائيل بالس".
إلدار أرجع إعلان نتنياهو غير المسبوق إقامة مستوطنات في المنطقة المذكورة لعمق الأزمة التي يعيشها وصراعه لحسم الانتخابات وحصول كتلة اليمين على 61 عضوا بالكنيست، والتي تؤهله لتشكيل حكومة وتفادي محاكمته بتهم فساد، وهو ما يفسر حرص الأخير على خلط الأوراق وبث رسائل متعددة داخلياً وخارجياً.
غير بعيد من محاولات نتنياهو الإمساك بكافة تفاصيل المشهد المرتبط بالقضية الفلسطينية من ناحية وانتخابات الحكومة من ناحية أخرى، يمكن قراءة تصريحات رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان بإعلام نتنياهو الأردن، في رسالة طمأنة، للملك عبدالله الثاني بأن ضم الأغوار الحدودية هي "مسألة انتخابية فقط"، بأن معارك نتنياهو مستعرة وتنتظر الحسم بإعلان نجاحه في الانتخابات وتشكيلة الحكومة وهو ما يستبعده مراقبون وسياسيون.
نتنياهو أعلن الجمعة أنه في حال فوزه في انتخابات الكنيست وبقائه رئيساً للحكومة، سيضم مناطق المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت إلى إسرائيل، غير مبال بالتهديدات التي يطلقها الأردن والسلطة الفلسطينية.
وقال نتنياهو، في حديث له نشر في صحيفة المستوطنين "مكور ريشون" إن التهديدات بحل السلطة الفلسطينية وإلغاء الأردن لاتفاقية السلام مع إسرائيل لا تهمّنا.
مضيفاً: "نحن نتحدث عن قرارات مصيرية، وليكن واضحاً، فقد طلبت منا إدارة الرئيس دونالد ترمب أن نأخذ رزمة واحدة جميع المناطق الواسعة في يهودا والسامرة التي نعتزم فرض السيادة عليها، وسيعترفون بهذا الفرض على الفور".
تصريحات نتنياهو لا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال "بروغوباندا" انتخابية وعلى الجانب الأردني التعامل معها بغلظة وحزم لتهديدها العلني للوجود الأردني بعيداً عن لغة الصالونات التي تناولها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في مقابلته مع محطة "سي ان ان" الأميركية والتي أكد فيها إن علاقات الأردن اليوم مع إسرائيل هي في أدنى مستويات لها منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين، و أن معاهدة السلام بين البلدين، يمكن أن تدخل في حالة من الجمود العميق، "وبالتالي فهي بالتأكيد معرضة للخطر".