الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مكاسب في مهب الريح

    ارتفع العائد من الدخل السياحي بالأردن بنسبة 10.2 % لنهاية عام 2019، مقارنة بعام 2018 و بلغ 5.8 مليار دولار بنهاية عام 2019.

    هذه المكاسب في مهب الريح الآن والسبب الهلع من مرض الكورونا ربما أكثر من المرض نفسه، لكن قطاع الطيران هو الأكثر تهديداً، فخلال أيام قليلة على انتشار المرض تراجعت إيرادات شركة الملكية الأردنية 29% وامتداد هذه الحالة تعني تراجعاً بنسبة 40% لهذا العام.

    6 طائرات متوقفة لا تتحرك تشكل نصف أسطول الشركة، وكلما أغلقت نقاط ستتوقف مزيد من الطائرات، هذا طبعاً ينسحب على شركات الطيران الوطنية الأخرى مثل الأردنية للطيران وفلاي جوردن وبنسب متفاوتة ولا نستثني المطار والمعابر البرية والبحرية.

    ليست الملكية الأردنية وحدها معرضة لخسائر كبيرة بسبب كورونا فالقطاع السياحي يعاني والتجارة كذلك، والحكومة التي وجهت الإنفاق على قطاع الصحة والسلامة العامة لا تستطيع أن تضخ مئات الملايين من الدنانير لتعويض هذه الخسائر، فماذا بإمكانها أن تفعل؟.

    هل يعتبر هذا «الوباء» من الكوارث الطبيعية التي يمكن لشركات التأمين أن تغطيها باعتبارها من المخاطر التي تستوجب تعويض المتضررين؟.

    في المهمة الصحية تستطيع الحكومة أن تنفق المال كما تشاء حتى لو اقترضت المزيد من المال فهي تعاني من المديونية أصلاً، لكن في موضوع سلامة وصحة المواطن يجب أن تتمتع بدور الأب لحماية أبنائه.

    لا تملك الحكومة المال لتعويض المتضررين، بسبب المرض أو بسبب إجراءاتها لردعه، لكنها تملك إجراءات قد تساهم في التخفيف من تداعياته، وحتى اللحظة كل ما تفعله هو الوقاية وهي ذات تكلفة عالية، فهل المطلوب منها التحضير لإجراءات تخفف من الأثر الاقتصادي اللاحق وهو الأسوأ ؟.

    اليوم تتحدث حكومات العالم عن مليارات الدولارات التي رشتها على مستلزمات طبية وعلى شركات أدوية تسارع الزمن لإخراج مطعوم للكورونا وعلينا أن نتذكر أن الإنفاق على لقاح إنفلونزا الخنازير وصل إلى 20 مليار دولار وفقاعته لم تصل إلى ربع ما يصيب العالم اليوم من الكورونا.

    من غير المعروف حجم الأموال التي ستنفق وإلى أن تنتهي المعمعة سيفيق العالم على أرباح فلكية حققتها شركات الدواء واللوازم الطبية، لكنه سيستيقظ أيضاً على خسائر فادحة ستطول أماد تعويضها بعد حالة ركود ممتدة.

    في الأمثال نقول «المهم الصحة والعافية»، كل هذا من المسلمات، ولكن النظر إلى نصف الكأس الآخر يحدونا لأن نترقب الخسائر وهي التي تسبب بها الهلع من الكورونا أكثر منها نفسها.





    [15-03-2020 08:09 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع