الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بنوك .. و«كورونا»!

    يرتكب أي شخص خطأ كبيراً إذا ما اعتقد أنه خارج نطاق المسؤولية الأدبية والقانونية من الجهود الوطنية في محاربة فيروس الكورونا. وفي الوقت نفسه، ترتكب أية مؤسسة أو قطاع خطيئة كبرى إذا ما صنفت نفسها خارج ذلك الإطار.

    وتصنف الإجراءات الحكومية على اعتبار أنها ناقصة، أو غير مكتملة، وتعاني من ثغرة فيما إذا أغفلت مسؤولية واحدة أو أكثر من المؤسسات، في هذا الجهد الوطني الكبير، والذي يقوم على مبدأ التكامل، وسد كافة الثغرات في وجه ذلك الفيروس اللعين، ومنعه من التمدد وتوسيع دائرة الضرر مستغلا ميزة سرعة الانتشار وصعوبة المعالجة.

    هذه المقدمة ليست من صنعي، لكنها تلخص ما سمعته من مراجعين لبعض البنوك، يؤكدون في أحاديثهم أن العديد من المؤسسات المصرفية، لم تغير من إجراءاتها بما يتناسب مع تطورات الموقف، ومتطلبات مكافحة الوباء الذي أربك العالم كله.

    فأغلبية البنوك ما زالت تطبق نفس الممارسات السابقة، دون أي تعديل أو تغيير تفرضه طبيعة المرحلة الراهنة. حيث تعمد بعضها إلى اختصار عدد الموظفين العاملين على «الكاونتر»، إما بهدف توفير النفقات، أو لأسباب أخرى غير معروفة.

    من بين الملاحظات التي نقلها أحد الأشخاص الثّقات أن بنوكا قام بمراجعتها اكتفت بتشغيل شبّاكين من شبابيكها الخمسة على الكاونتر، الأمر الذي اضطر المراجعين إلى الانتظار ما يصل إلى ساعة ونصف الساعة أحيانا قبل إنجاز معاملته، بكل ما يعني ذلك من اكتظاظ سببه التأخير في إنجاز المعاملة، وبكل ما لذلك من نتائج سلبية يتسبب بها الازدحام جراء تواجد أعداد من المراجعين ضمن حيز ضيق داخل الفرع.

    ويؤكد أن تشغيل كافة الشبابيك يختصر الكثير من الوقت، ويخفف من حدة الازدحام، ويسهم في تقليص فرصة انتشار الفايروس بين المراجعين، حيث تشير المعلومات العلمية إلى أن الاكتظاظ يمكن الفايروس من الانتشار سريعا.

    ومن الملاحظات أيضا، أن غالبية المراجعين يضطرون لاستخدام «ماكنة الدور» عند مدخل البنك، كواحدة من الأدوات التي تنظم العمل داخل الفرع، ما يعني أنهم مضطرون لملامسة ذلك الجهاز، لاستخراج ورقة الدور، مع علمهم أن ملامسته تزيد فرصة انتشار الفايروس، وتسهل انتقاله من يد إلى أخرى بين المراجعين.

    ومما يزيد من حدة المشكلة، عدم اهتمام بعض إدارات الفروع بتنظيف وتعقيم ذلك الجهاز. وعدم توفير مواد للتعقيم بجانب الجهاز لغايات استخدامها من قبل المراجعين لتعقيم أيديهم.

    ويرى أن على البنوك أن تغير من إجراءاتها في التعامل مع الزبائن، بما يسهم في الجهود الوطنية للمكافحة، سواء بتقليص هوامش التأخير في إنجاز المعاملات، أو بتوفير متطلبات الحماية والوقاية، والاهتمام بعناصر النظافة العامة.

    وبعكس ذلك يمكن أن تكون البنوك ثغرة في جدار الحملة الوطنية الشاملة لمكافحة هذا الوباء اللعين.

    فهل وصلت الرسالة؟





    [17-03-2020 08:29 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع