الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن – دون مجاملة أو مواربة نحن جميعاً متهمون بالشروع في القتل عن سبق إصرار وترصد بمخالفتنا قوانين الدولة وتعليمات الحكومة واستهتارنا وعدم تقيدنا بإجراءات الصحة والسلامة العامة.
لغة الأرقام والحسابات تتحدث عن ارتفاع مضطرد في أعداد ضحايا كورونا في العالم، وأن أحداً حتى اللحظة لم يتمكن من التوصل لترياق يوقف حصد الأرواح قبل أن تتحول الكرة الأرضية لقبر جماعي كبير. 188 دولة حتى الآن اجتاحها الفيروس مع تفاوت حجم الإصابات ومنها الأردن، الحكومة ممثلة بخلية الأزمة التي يقودها النطاسي البارع د. سعد جابر أخذت على عاتقها مهمة معالجة الأردن من الفيروس بأقل الخسائر وأصرت على إسقاط حساب الربح والخسارة المالية وشراء الأرواح بمنع تفشي الوباء.
كم أحسست وغيري كٌثر بالذنب وتأنيب الضمير وأنا أستمع للإيجاز الصحفي لرجلي الدولة القويين جابر والعضايلة، فبرغم الإرهاق الكبير البادي على محياهما كانا يبعثان في النفوس الأمل بكل حب واحترام بأن المحنة ستزول إن تقيدنا بالتعليمات الصحية والتزمنا بيوتنا خلال الأيام القادمة والتي يؤكد الأطباء أنها حاسمة فإما أن نصرع كورونا أو يصرعنا.
الباشا جابر أمعن وأفاض في التقرب من الشارع لدرجة الرجاء بدلاً من استخدام صلاحياته بإنفاذ ما جاء في قرار الدفاع رقم 2 لسنة 2020 ووضع نفسه بمثابة الأب للأردنيين جميعاً وخاطبهم بلسان الحكيم القريب حين قال :" أنا عسكري قبل أن أكون وزيراً والعسكرية ليس فيها رجاء، أرجوكم لا تفشلونا ولا تفشلوا الجهد العظيم للحكومة" كلماته أرعبتني من القادم بقدر ما زادت ثقتي بشخصه.
لا أملك أنا أو غيري الحق في المزايدة على بطون الجياع والمهمشين ممن خرجوا صبيحة الثلاثاء للشوارع بحثاً عن الخبز، وأعلم كما يعلم غيري أن الكثيرين يعانون ضنك العيش وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المجتمع وتآكل الدخول وارتفاع الأسعار والضرائب فالجوع كافر، إلا أنني أدرك أن من حق أنفسنا علينا ومن حق الوطن أن نصبر قليلاً ونتكيف بما هو متاح أو بالحد الأدنى تغليب العقل والمنطق في تقدير المصالح وتأمين الحاجيات
الحكومة أكدت على مسامع الجميع أن المخزون الغذائي في المملكة آمن وأن السلع متوفرة وبادرت لمساعدة المعوزين ومن لا دخل لهم قدر الإمكان في محاولة للإبقاء على قدر معين من الحاجيات الأساسية للأمن الغذائي للأردنيين ووعدت بتصحيح أخطاءها وتعديل قراراتها بحسب ما تفرضه المرحلة وحاجات الناس، إلا أننا عبثنا بأمننا الصحي وسلامتنا بسبب سوء التصرف وهو ما أتمنى أن ندركه في القادم من الأيام بدلاً من أن نعض أصابعنا ندماً فنحن للأسف من سمحنا للحكومة بالتخلي عن جزء هام من دورها في الأمن الصحي للمجتمع ووضعنا أنفسنا في مواجهة مع ذواتنا وقدراتنا على اجتياز الامتحان الأصعب الذي نأمل النجاح فيه دون جثث.
إخوتي جميعاً أكرر ما قاله الجنرال جابر وأرجوكم أن نكون على قدر المسؤولية فمن المعيب أن نتحدى هيبة دولتنا ونتعامل معها بندية غير مبررة بمحاولات كسر أوامر وحيثيات حظر التجوال بطلب الإسعاف للذهاب للمستشفيات وقيادة السيارات الخاصة دون تصاريح في الشوارع فالمرحلة لا تحتمل اللعب على المفاصل.
لا تحرمونا نشوف ولادنا والأردن، ولا تجبروا ولادنا يعيشوا أيتام أو مرضى ومعاقين لا سمح الله اليوم ميتنا بيندفن بدون ما يتصلى عليه بالجامع وبالكنيسة وبدون ما ينعمله بيت أجر ومساجدنا وكنايسنا حزينه لأنها وحيدة ومتاجرنا ومحلاتنا فاضية والعمال والموظفين خايفين من بكرة
وعلشان بكرة نكون مع بعض ويكون أحلى #خليك_بالبيت