الرئيسية مقالات واراء
أعرف أربد وأعرف دروبها ، وهي القلب أينما أدرته أتجه شمالا مثل البوصلة .. لست بمادح اليوم إربد ، فهي أكبر من كل الكلام ، وكل القصائد ، وكلما مررت بالقرى المزروعة على كتفها كالوشم في ظاهر اليد ، فاضت العيون بالحب وهي تناظر شجر التين والزيتون ، والدحنون ومروج القمح وموارس الحمص والشعير .. تمرّ بناسها وطيبتهم وشهامتهم ، وبالصبايا التي تغاوي خدودهنّ الورد " خذّ الجمال من الشمال " ..
إربد عزيزة علينا ، فما زلنا مسكونين بأغاني الأمهات ووشم الجدات ، بالأثواب الفلاحية المطرزة بالخيط والإبرة وبأنفاس المزيونات ، وما زلنا نغني بدندنات الحراثين على التركتورات قبل أن تصحو الشمس ، وبتسابيح العسكر وسروتهم مع الفجر نحو الكتائب والسرايا ...
اليوم إربد بين أيادي العسكر ، وهم المؤتمنون على هذا الوطن ، وهم الأكثر رحمة وهم يعبرون القرى وينتصبون كالمآذن مع الشجر ليحرسوها من عين الشمس .. لا نخاف عليها ونربط على قلوبنا وندعو لها بأن يحفظها الله ويسلمها من كل شرّ ، فعين الله فوق عيونهم بأن يرأف بها بعينه التي لا تنام .