الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
شفاء القضاة – على الرغم من أزمة فيروس كورونا المستجد وما خلّف من اصابات في الأردن،الى جانب إعلان الحكومة لعدد من القرارات الاحترازيّة، والتي كان آخرها فرض حظر التجول، وفكه في ساعات معيّنة، يخترق العديد من المواطنين الحظر لأسباب مختلفة.
هذا الامر دفع الأجهزة الأمنيّة لإلقاء القبض على نحو 1000 شخص بأول يومين من إعلان الحظر، في حين فرضت الحكومة غرامات مالية على من يخرقون قوانينه، وأخضعت بعض المناطق لسيطرة الجيش في الأيام الأُخرى
هذه الخروقات تدفع بسؤال مهم "لماذا يخرق الناس حظر التجول بالرغم من وجود المخاطر ؟ .
وعي زائف
الخبير الاجتماعي حسين الخزاعي قال إن خرق عدد من المواطنين لحظر التجول أو ظهور عدد من تجار الحرب هي تصرفات غير مسؤولة وناتجة عن ما أسماه بـ"الوعي الزائف"، الذي يدفع صاحبه لتخيل المشكلة على غير ما هي عليه، ويتصرف بناء على ذلك.
وأضاف الخزاعي لـ "أحداث اليوم" أن هؤلاء الأشخاص لا يقدرون المرض على حقيقته ولا يفهمونه، ويفسرون المشكلة كما يريدون، في حين يصنفهم علم الاجتماع بالشخصيات السلبية ضد المجتمع.
وتابع ان تغيير سلوكهم يكون من خلال التوعية وتطبيق القانون، خاصة وكونهم لا يكترثون إطلاقا، ويفتقرون للمسؤولية، ويتشابهون بعدد من الصفات" كالعدوانيّة ضد المجتمع والسلبيّة وعدم تفسير الأمور على حقيقتها والحكم عليها من خلال تصوراتهم وما يقنعون به أنفسهم".
وشدد الخزعلي على عرقلة هذه الشخصيات لسير عمل الحكومة في مجالات أخرى، حيث تركز على ردع تصرفاتهم في المقام الأول، مستشهدا بعدد من الدول التي غلظت عقوبات خرق الحظر مثل البرتغال التي حولت العقوبة من جنحة إلى جناية، ونيوزلندا التي هددت بتسفير وطرد كل من يخالف الحظر.
تململ الحجز القسري
ومن جانبه فسر الطبيب النفسي الدكتور عبد الله أبو العدس أسباب الخرق بقوله إن الحظر اجمالا تقييد للمساحة الجغرافيه والنفسية للأفراد وهذا يولد حاله نفسيه تسمى "بتململ الحجز القسري" وهي تؤدي إلى الاندفاع بقرارات غير مدروسه ومنها خرق القانون، بالإضافة إلى وجود بعض الشخصيات ممن تتسم بعدائية المجتمع وبالتالي لا تكترث كثيرا لحقوق الآخرين.
ولفت ابو العدس لـ "أحداث اليوم" إلى أن الحظر حالة جديدة وبالتالي مدى استيعاب الفرد العادي لها وتقبلها تعتمد على مدى ثقافته العامة والاجتماعية كما أن هناك بعض الأفراد ممن يضطرون لخرق الحظر لأسباب طبية أو خاصه بالغذاء غير أنهم يفتقرون للتخطيط الصحيح بسبب توتر اللحظة، في حين أن البعض يخرق الحظر للفت الانتباه فقط والهدف الشهرة الرخيصة.
وأكد على اهمية لجوء البعض لاستخدام الأزمات العامة كمصدر لزيادة الدخل، وصنفهم بالتجار ذوي الشخصيات المضطربة نفسيا وذوي الشخصيات المضطربة اجتماعيا ودينيا، ولديهم نقص عالي في تقدير الذات وصراعات نفسيه متعددة، ويصبون إحباطهم وصراعاتهم على حاجات الناس خلال الأزمات.
وتابع أن هناك بعض الشخصيات التي لابد من استخدام أسلوب العقاب الدائم معهم، قائلا :"لا نعول اطلاقا على الوازع القيمي والأخلاقي لديهم، الأصل في اداره الأزمات أن نتكاتف كليا لمصلحة الوطن وننحي الخلافات جانبا".
وأشار أبو العدس إلى ضرورة تطبيق العقاب القانوني والاجتماعي، إذ أن من يستغل الأزمات هو مريض اجتماعيا وأخلاقيا ونفسيا وبالتالي العقاب هو جزء من علاج النفس الاجتماعي لهم، ومن أساسياته استثاره المنظمومة الإنسانية والأخلاقية قدر الإمكان والتصرف معهم بذكاء اجتماعي.
صدمة نفسية
من ناحية أخرى رأى الاستشاري النفسي والتربوي موسى المطارنة أن ردود فعل الناس بخرق الحظر ناتجة عن الصدمة النفسية من ظهور أزمة فيروس كورونا المستجد بشكل مفاجئ، مما أنتج لديهم نوعا من الاستياء.
وأوضح أنهم يخفون قلقهم الداخلي وعدم استيعابهم للصدمة من خلال سلوكهم اللامبالي، وخروجهم للشارع، لذلك كلما تقدم الزمن وزادت أيام الحظر، بدأوا يستوعبون ما يحصل حولهم، بالإضافة للتعامل الواعي معهم.
ونوه المطارنة إلى أن من لديهم طاقة إيجابية عالية قادرون على احتواء المشكلة والتفكير في المستقبل بشكل جدي، غير أن أولئك الذين يملكون طاقة سلبية لم يتمكنوا من احتوائها، وخرقوا القانون، لذا فالرادع الوحيد لهم هو توعيتهم، إذ أن القانون جزء من المعادلة، لكن تقليل التنافر الفكري واستخدام الخطاب الواعي المبني على مخاطبة المعتقدات المجتمعيّة قد يساهم بحل الأمر.
وسجلت المملكة 235 إصابة بفيروس كورونا المستجد، من بينها 17 حالة شفاء حتى مساء الجمعة، بحسب وزارة الصحة، فيما أعلن عن السماح للمواطنين بشراء حاجياتهم من المحال الصغيرة في الأحياء من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساء ليتمكن المواطنون من شراء احتياجاتهم الضرورية.