الرئيسية أحداث رياضية
أحداث اليوم - لا يختلف اثنان على موهبة موسى التعمري، ذلك النجم الأردني البارز الذي ظهر بقوة في صفوف منتخب “النشامى” في الآونة الأخيرة انطلاقاً من بطولة كأس آسيا التي أقيمت مطلع العام الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة رغم وداع منتخب بلاده المسابقة من دور الـ16.
وحسب موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدك فإنّ التعمري الذي ذاع صيته في الشارع الكروي الأردني نظرا لإمكاناته الفنية العالية التي أهلته لخوض تجربة احترافية مميزة مع نادي أبويل القبرصي، وأصبح بعد ذلك هدفاً للعديد من الأندية الأوروبية التي تلعب في الدوريات الكبرى، هو من نسلط الضوء عليه في هذه المقابلة الحصرية للموقع العربي الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ولد التعمري في أحد أحياء العاصمة عمان في العاشر من حزيران (يونيو) عام 1997 وبدأ مسيرته الكروية في الأحياء الشعبية والمدارس النظامية قبل أن ينخرط للعب في صفوف نادي شباب الأردن ثم الجزيرة ليستقر به الحال مع نادي أبويل القبرصي.
برز في صفوف منتخب النشامى في كأس آسيا 2019 بعد أن سجل هدفاً وصنع هدفين وذلك مجموع ما سجله النشامى في دور المجموعات قبل أن يخرج “النشامى” من المسابقة بالخسارة أمام فيتنام بركلات الترجيح في دور الـ16 للحدث الكروي القاري.
وواصل موسى التعمري نجوميته مع نادي أبويل القبرصي وحقق معه لقب الدوري الدوري الموسم الماضي، ونال جائزة أفضل لاعب أجنبي في المسابقة بالإضافة لاختياره أفضل مهاجم بعد أن سجل 9 أهداف وساهم في صناعة الكثير لزملائه في الفريق.
– بلا شك أنك صنعت نجومية من نوع خاص.. لكن دعنا نتحدث عن بداية علاقتك مع كرة القدم.
علاقتي مع الكرة بدأت منذ سن مبكرة من خلال المسابقات الكروية التي تنظمها المساجد في عمان، كان الشغف الحقيقي لكرة القدم هناك، آمن والدي بقدراتي منذ اللحظات الأولى وعرض خدماتي على بعض الأندية حتى التحقت بالفئات العمرية لنادي شباب الأردن في العاشرة من عمري.
كنت أرى نفسي لاعباً في صفوف منتخب النشامى كلما شاهدت له مباراة على التلفاز، وبفضل الله أنا الآن أرتدي شعار منتخب بلادي وهو ما أتشرف به وأسعى لأبذل الكثير في سبيل تحقيق النجاحات معه.
– لمن يدين التعمري بالفضل؟
الفضل لله دائما وأبدا، ثم لعائلتي وعلى رأسهم والدي وأصدقائي المقربين، كما أدين بالفضل لنادي شباب الاْردن والجزيرة، وهناك الكثير من الأسماء التي ساعدتني في البدايات منهم المدربين هشام أبو فروة وجمال محمود وعبدالله أبو زمع وشهاب الليلي وعيسى الترك، ولا أنسى لأحدهم ذلك.
بلا شك أن البدايات عادة ما تكون صعبة، والأصعب من ذلك الإستمرار في الطريق الصحيح، ففي كل مرحلة كان هناك من يوجهني ويساعدني على التطوير.
– تبلغ من العمر 23 عاماً فقط.. هل توقعت النجاح بهذه السرعة؟
دائماً لدي الثقة بتحقيق النجاح، وأتوقع ذلك لأن أملي بالله كان أكبر من سوى ذلك، بالإضافة للعمل والاجتهاد والتدريب والالتزام، طموحاتي لا تزال كبيرة للغاية وأعتقد أنني لم أصل لما أريد حتى الآن.
– تسجل أهدافاً كثيرة على طريقة الأرجنتيني ليونيل ميسي.. هل تحفزك مثل هذه المقارنات؟
دائماً أسعى للوصول إلى ما هو أفضل في مهنتي كلاعب كرة قدم محترف، بالنسبة لطريقة لعبي فأنا أفضل الجهة اليمنى واستغلال المساحات لا سيما في الهجمات المرتدة وهو ما ساعدني في تحقيق العديد من الأهداف ومساعدة زملائي بنفس الأسلوب، هذه طريقتي الخاصة ولا أفضل المقارنات.
– لاعب أردني يتواجد في الدور التمهيدي لدوري أوروبا والدوري الأوروبي.. ماذا يعني لك ذلك؟
شرف كبير أن تكون مُمثلًا لبلدك، هذا يلقي على الإنسان مسؤوليات أكبر ويعزز الرغبة في تحقيق المزيد من الإنجازات، أنا شغوفٌ جداً لخوض تحديات من ذلك النوع.
كانت مرحلة مميزة بالفعل، خسرنا سباق التأهل إلى دوري الأبطال بعد أن وضعتنا القرعة خلال الدور التمهيدي في مواجهة صعبة أمام فريق أياكس الذي خرج من الدور نصف النهائي للمسابقة الموسم الماضي.
في الدوري الأوروبي نجحنا بالتأهل عن دور المجموعات، لكن لسوء الحظ خرجنا من المسابقة في الدور ثمن النهائي أمام فريق بازل السويسري، لتبقى تجربة غنية جداً استفدت من خلالها الكثير.
– هل اللاعب الأردني مؤهل لخوض تجارب احترافية في أوروبا؟
الجميع مؤهل إذا أراد؛ أمرٌ صعب ولكن ليس مُحالا.
– كيف تقيم تجربتك الاحترافية حتى الآن؟
لا أُفضّل تقييم نفسي ولكنني أجد مسيرتي مع أبول القبرصي جيدة لغاية الآن، لا سيما أنها أضاف لي الكثير، اللعب في بيئة مختلفة يساعد على النمو، أتطلع لتحقيق الكثير من الفائدة الفنية خلال هذه المرحلة والتركيز مع فريقي في مشواره القادم.
– هل تأقلمت سريعاً مع النادي القبرصي؟
نعم تـأقلمت بحمد الله رغم أنني واجهت صعوبة في بداية الأمر، ولكن سرعان ما تجاوزت ذلك، عاملني النادي بالكثير من الحب والاحترام وأنا بالطبع أبادلهم تلك المشاعر، هيأ لي القائمون هنا كُـل ما يجعلني لاعبا ممُيزا في الفريق.
– تهتف لك جماهير أبويل كثيراً.. مشاعرك حيال ذلك؟
الجماهير القبرصية من الصعب أن تلفت نظرها إليـك؛ يعشقون المُتعة باللعب، وحب جماهير أبويل لي شيء يُحفزني دوماً أن أُحقق لهم الفرح، جمهور رائع ومميز وأكن لهم الكثير من المشاعر الجميلة.
– لقبٌ للدوري وجائزة لأفضل لاعب أجنبي.. إنجازات مميزة حدثنا عنها.
قدمنا مستويات مميزة استحققنا على إثرها الفوز بلقب الدوري القبرصي بعد منافسة كبيرة مع الأندية الأخرى وهذا لم يأت إلا بتوفيق الله ثم جهود الجهاز الفني والإداري واللاعبين بالإضافة إلى وقوف الجماهير خلفنا في مشوارنا نحو منصات التتويج.
أما جائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري فهي تمثل لي الكثير، هي جائزة فردية لكنها نتاج جهد جماعي من زملائي اللاعبين اللذين أقتسم معهم ذلك الإنجاز.
– ما الفارق بين اللعب بين غرب القارة الآسيوية وأوروبا؟
اللعب في أوروبا شيء ممتع، وفرص التعلم هنا كبيرة إذ أنك تُخالط وتلعب دوماً مع فرق على قدر كبير من القوة والاحتراف، وتواجه لاعبين على مستوى كُروي عالٍ وتكتسب الخبرة.
أما القارة الآسيوية وتحديداً على الصعيد المحلي فالأساليب فيها مختلفة، قد لا تتيح لك أن تُخالط كبار اللاعبين دائماً بالإضافة إلى قوة المسابقات، أعتقد أن هناك فرق بين البيئتين الكرويتين ولكل منها ميزاتها الخاصة.
– ترددت الأنباء كثيراً عن عروض من أندية أوروبية كبيرة ما هو موقفك منها؟
نعم كانت هنـاك الكثير من العروض في هذا الجانب، ولكنني لا أنظر للعدد ولا للمردود المادي من ذلك، أصبو دائماً للفريق الذي يخدم مسيرتي، أدرس كل ذلك بعناية كبيرة والوصول إلى القرار المناسب في حينه.
– وجهتك المقبلة؟ وطموحاتك المستقبلية؟
طموحاتي لا حدود لها وأسماها أن أصل إلى ما أريد يوماً ما، ما أركز عليه الآن هو أن أطور من مستواي الفني في كل لحظة تدريب حتى أحقق ما أحلم به في المستقبل القريب.
– تعقد عليك الجماهير الأردنية الآمال.. مشاعرك؟ وهل يضاعف ذلك مسؤولياتك؟
بالطبع مصدر الفخر الدائم لدي هي الجماهير الأردنية؛ في قرارة نفسي أسمع في أصواتهم نداء وطني وهي مشاعر لا يمكن وصفها، وأبذل جهوداً مضنية في سبيل رسم الابتسامة على وجوههم.
– كنت من أبرز نجوم “النشامى” في بطولة كأس آسيا الأخيرة.. كيف تجد مشاركتك الأولى فيها؟
بالفعل هي من أجمل المحطات على صعيد مسيرتي الرياضية حتى الآن، كان شعوراً مختلفاً أن تمثل صفوف المنتخب في أكبر محفل كروي قاري، كانت أجواء معسكر الفريق مميزة جداً وهذا ما ساعدنا في تقديم مستويات مميزة في الدور الأول.
استطعنا تجاوز محطة المنتخب الأسترالي بهدف دون رد في مباراتنا الافتتاحية ثم تغلبنا على المنتخب السوري وتعادلنا أمام فلسطين وهذا ما أهلنا لتصدر المجموعة عن جدارة واستحقاق.
كانت الجماهير الأردنية التي تواجدت في دولة الإمارات تشكل رونقاً خاصاً وشاركونا الكثير من اللحظات الجميلة، بالتأكيد أنها ذكريات ستبقى في الأذهان رغم أن الحظ لم يحالفنا أمام فيتنام في الظهور الأخير لنا في البطولة.
– ما هي أجمل مباراة لعبتها؟ ولماذا؟
أجمل مباراة ضد بارغواي على الرغم من أنها كانت في إطار ودي، ربما لأنني سجلت هدفاً مميزاً حينها، كانت مواجهة سريعة مع أحد المنتخبات المميزة في قارة أميركا الجنوبية.
– وأجمل هدف لك؟
الهدف الذي سجلته أمام المنتخب السوري في كأس آسيا، أما مع أبويل فهدفي في مرمى نادي فريق أمونيا أعتبره الأجمل على صعيد الأندية.
تعصف أزمة تفشي فيروس كورونا بكرة القدم حول العالم.. رسالتك للرياضيين؟ وأخرى للعاملين في القطاع الصحي؟
نحمد الله على كل شيء ونتمنى أن تزول هذه الغمة عن العالم أجمع، رسالتي للـرياضيين أنّ هذه فرصة جميلة لِمُراجعة الأخطاء التي قد تصدر منا جميعاً في الملاعب وأن لا نُهمل التدريب بأقل الإمكانات المتوفرة.
أما رسالتي للعاملين في المجال الطبي، فأقول لهم أنتم خط الدفاع الأول والأجمل، نعلم حجم الإرهاق والتعب والمأساة الذي يَلم بكم من كل الجهات، نحن جميعاً فخورون بكم وواثقون بأنكم الجنود الذين ألهمهم الله هذه المهنة لأنكم على قدر من العزم والصبر والنجاح، حفظكم الله جميعاً.
– في الختام.. بماذا يعد موسى التعمري الجماهير الأردنية؟
أعدهم بأنني سـأكون دائماً المُحب للأردن وأن أبذل كل جهدي لأكون كمـا يريد الأردنيون جميعا، وأن أمثله خير تمثيل في الحافل الكروية القادمة بمشيئة الله تعالى ودعاءهم.